أقبل موسم الأمطار وشهدت بلادنا في الأيام الماضية أمطاراً غزيرة على معظم مناطقها وما زالت المبشرات بالخير تحمل لنا الكثير في الأيام القادمات - إن شاء الله - لاسيما وأننا في بداية موسم الأمطار الشتوية وتخضع بلادنا للمنخفضات الجوية والتقلبات المناخية التي تتأثر بها معظم أجواء المملكة وتسقط عليها كميات من الأمطار في كل عام. كنا في الماضي نفرح بقدوم الأمطار ولو بقطرات قليلة منها، وقد يمر العام بالكامل ولا نشهد سوى أيام معدودة بكميات ضئيلة منها قد لا تتجاوز متوسطاتها الـ ( 100 ملم./ العام)، واليوم نشهد تحولات مناخية غير مسبوقة – على الأقل في عمر الإنسان) تجتاح العالم وتحدث الفيضانات والأعاصير والتدمير ويؤكد ما نشاهده من أحداث (كوارث طبيعة)عبر القنوات الإخبارية من تطرّفات مناخية وأمطار غزيرة جدا هنا وهناك. نعم، نحن في حاجة لكل قطرة ماء، فبلادنا معروفة بفقرها في مواردها المائية وقلة أمطارها وجفاف شعابها وبطون أوديتها، ونضوب معظم تكويناتها المائية العميقة، وتهيمن عليها البيئة الصحراوية فتجعل منها بيئة جافة طاردة لقلة مياهها، فهل استفدنا من كميات مياه الأمطار الساقطة على أجزاء واسعة من بلادنا؟ هل عملنا لها خزناً إستراتيجياً للحفاظ عليها من الهدر والضياع في مجاهل الصحراء أو في بطون البحار؟ نعم، لقد أنجزت وزارة المياه والكهرباء الكثير من السدود على معظم الأودية النشطة في طول البلاد وعرضها، ولكن قد يكون لهذه السدود إيجابياتها التي تماثل سلبياتها وبالتالي قد نجد أنها تحجز المياه وتحافظ عليها لمدة قصيرة سرعان ما نفقدها بفعل عملية التبخر العالية وتكون الاستفادة منها محدودة ولا تحقق ما نصبو إليه؟! إذن، لماذا لا تخزن مياه الأمطار بطريقة علمية في جوف الأرض فتعمل على زيادة منسوب المياه الجوفية وتحافظ على كمياتها من التبخر العالي الذي هو سمة بارزة في النطاقات الصحراوية الحارة مثل بلادنا. نأمل من وزارة المياه والكهرباء أن تعمل في هذا الجانب لخزن مياه الأمطار جوفيا في الأحواض المائية الكبيرة بعد أن تعد لذلك دراسات متعمقة جيولوجية وهيدرجيولوجية وجيومورفولوجية لاختيار المواقع الأنسب لإقامة مثل هذه الأحواض والاستفادة منها في تخزين مياه السيول والأمطار وكمياتها الكبيرة وبذلك فهي تحقق لنا أهدافا متعددة منها: الحفاظ على المياه؛ والإقلال من مخاطر السيول؛ وتخفيف حدة الجريان في بطون الأودية؛ وتخفيف قوة ضغط الماء على أجسام السدود الكبيرة في حالة تزايد كميات المياه مع تدفقات السيول المتتابعة؛ وحفظ السكان في الأجزاء الدنيا من مجاري الأودية. الخزن الاستراتيجي الكبير للمياه هو جزء مهم من منظومة التنمية المستدامة التي تعيشها بلادنا وهو ما يعني الأمن المائي الذي ننشده جميعا والذي يخدم بلادنا لفترات طويلة في أوقات أزمات المياه أو شحها أو مرورها بفترات جفاف طويلة قد تمتد لعدة سنوات. وفرة الماء مطلب أساس يسعى إليه الجميع فلنحافظ على هذا العنصر الحيوي المهم الذي أنعم الله به علينا، ولنستغل الأمطار الاستغلال الأمثل لينفع الله بها البلاد والعباد. جعلها الله أمطار خير وبركة . mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :