التشدد لا يأتي بخير | د. محمود إبراهيم الدوعان

  • 2/16/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قصة وفاة الطالبة آمنة باوزير أسكنها الله فسيح جناته والتي قضت نحبها عند خروجها من جامعة الملك سعود وتناقلت أخبار وفاتها كل وسائل الإعلام بمختلف فئاتها، وتأثر بموضوع وفاتها معظم أطياف المجتمع ببالغ الحزن والأسى لإزهاق نفس بشرية بسبب التشدد والتأخير وعدم الإسراع في إنقاذها، تلك النفس التي أمرنا الله بالحفاظ عليها من الهلاك وعدم إزهاقها بأي حال من الأحوال إلا بشرع الله واستحقاقها لذلك. نحن نناقش قضية مجتمعية مهمة للغاية وهي التشدد في اتخاذ القرار حيال دخول رجال الإسعاف أو الدفاع المدني لمدارس البنات أو للجامعات شطر الطالبات أو الأماكن التي يعمل بها النساء ويمنع دخول الرجال عليهن حتى في حالات الطوارئ مثل اشتعال الحرائق أو التعرض لحالات مرضية عاجلة لا تستدعي التأخير مثل الجلطات أو نوبات السكر أو الحوادث المميتة التي تتطلب الإسراع في إنقاذ الأرواح وعدم التأخير في مباشرة الحالات الصعبة والشواهد كثيرة وحدث فيها التشدد ومُنع دخول رجال الإسعاف أو المطافي لمباشرة الحدث بحجة وجود نساء وطالبات بالداخل مثل ما حدث في مدارس براعم الوطن بجدة في عام 2011 وحريق متوسطة البنات الـ 31 بمكة المكرمة في 2002م وذهب ضحيته عدد من الطالبات، وذلك بسبب التشدد الذي لا مبرر له والخوف من أن يتكشف الطالبات أمام الغرباء. كل نفس بشرية تزهق بدون وجه حق يتحمل مسؤوليتها من كان السبب في نهايتها سواءً بالتعطيل أو التأخير أو بإعطاء أوامر بالمنع غير المقبول لرجال الإنقاذ في إسعاف المصابين. يجب أن توضع آليات توضح مثل هذه الأمور خاصة في أوقات الكوارث والأزمات فقد مررنا بمثل هذه التجارب ولم نستفد منها، ولم نضع لها قوانين محددة أو خططاً عاجلة يتصرف بموجبها المسؤول ويتخذ خلالها الإجراء العاجل فور وصول سيارات الإسعاف أو رجال الدفاع المدني إلى موقع الحدث، وأن تعطى الصلاحيات الفورية لاتخاذ القرار بدلاً من انتظار التوجيهات والتعليمات من الجهات العليا لأن عامل الزمن مهم جداً في مثل هذه الأمور ولا يحتمل التأخير لأن الأنفس غالية وإذا انتهت ذهبت إلى الأبد. لماذا لا يكون لدينا خطط مسبقة تتخذ فيها قوانين صارمة توجه تعليماتها لحراس الأمن والسلامة وللمسؤولين عن تلكم المواقع وتكون صادرة من قبل القيادات العليا في كيفية التعامل مع هذه الأحداث خاصة في المنشآت المكتظة بالنساء والسماح لرجال الإنقاذ من مسعفين ورجال دفاع مدني بمباشرة الحوادث دون الانتظار لمدد طويلة تزهق فيها الأرواح؟ فلماذا لا نسعى جاهدين في إحياء الأنفس وإنقاذها من الهلاك استدلالاً بقول الله تعالى عزّ وجلّ في كتابه العزيز: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" {المائدة 32}. نعلم يقيناً - إن شاء الله - أن الكل حريص كل الحرص على سلامة الأرواح والحفاظ عليها من الأذى، أو أن يصيبها أي مكروه، كما أن المسؤولين في جميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية حريصون كل الحرص على حفظ الأعراض وصيانتها حسب تعاليم ديننا الحنيف، ولكن نقول: اتركوا أصحاب الشأن يزاولون أعمالهم فهم آباء وإخوان يتحلون بالشجاعة والمروءة والنخوة ويبذلون أرواحهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين. كلنا أمل في أن نجد آذاناً صاغية لحل هذه الإشكالات التي تواجهنا في كل وقت وحين، ويا حبذا لو يكون لدينا مسعفات وسيدات يعملن في الدفاع المدني لمباشرة مثل هذه الكوارث خاصة في مجمعات النساء وبذلك تنتهي هذه المأساة التي عانينا منها مراراً وللعديد من السنوات. mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :