أحسنت وزارة الداخلية ووزارة العمل بوقف استقدام العاملات الإثيوبيات بصفة مؤقتة، وهذا القرار كان المفروض أن يتخذ من منذ أمد بعيد، حين بدأت تظهر في مجتمعنا سلوكيات شاذة وتجاوزات خاطئة لبعض العاملات الإثيوبيات اللاتي تجاوزن كل قواعد الأخلاقيات وسوء التعامل مع أطفالنا الصغار وفلذات أكبادنا واستمراء الإساءة حتى وصل الحال إلى حد القتل وفي أبشع صوره خاصة مع الأطفال الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة وإنما وضعوا أمانة لدى فاقدات الأمانة والمروءة اللاتي يملأ قلوبهن الحقد وتأصلت في شرايينهن نزعة الانتقام مع الكبار والصغار على حد سواء. لقد تجاوزت هؤلاء المريضات كل قواعد التعامل وحسن المعاشرة في بلد آمن مطمئن والعمل لدى عوائل آمنة مسالمة تكرم وافديها وتحسن إليهن وتعاملهن أفضل معاملة وتقابل إساءتهن واستهتارهن بالطيبة والتسامح من أجل الإحسان لهن ومد يد العون والمساعدة لأنهن مغتربات وطالبات للعمل الشريف، ولكن هيهات هيهات.. لقد قابلن الإحسان بالإساءة والطيبة بالقتل والإجرام، وغض الطرف عن جرائمهن وإنزال العقوبة المستحقة بهن أدى للتطاول في الاستمرار بممارسة أفعالهن الخاطئة التي تنم عن الحقد الدفين الذي يملأ قلوبهن والأفكار السوداء التي تعشش في عقولهن والهواجس الحاقدة التي تهيمن على أفئدتهن، والمعتقدات الباطلة التي يعتنقنها. هل يعقل أن تذهب أم عاملة إلى مكان عملها وكلها ثقة وطمأنينة بأن هناك من يكفل أبناءها ويؤمن لهم الرعاية والعناية حتى عودتها ومن ثم تعود لتجد أحد أبنائها مذبوحا من الوريد للوريد كذبح الشاة؟ هل يحدث مثل هذا العمل الإجرامي المقيت في أي بلد من بلاد العالم المتحضر أو حتى المتخلف؟ ماذا لو كان هذا الطفل من دول العالم الأول أو من أي دولة أخرى، هل يمر مثل هذا الحدث مرور الكرام؟ ألا تثور المنظمات والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بشأن الاعتداء على الأطفال الأبرياء والحفاظ على الأنفس البشرية البريئة من القتل والانتقام؟ ما الذي سوف يحدث لهؤلاء المجرمات عند تجاوزهن لأقصى حدود التجاوز وهو قتل الأنفس البريئة بدون وجه حق وبدون ذنب يذكر؟ والله إن هذا العمل تقشعر منه الأبدان وتشمئز منه القلوب الرحيمة لأنه أصاب فئة بريئة مسالمة لا تعلم ماذا يحاك حولها من قوى الشر الذي تعجز عن دفعه عنها، أمام وحوش كاسرة تملأ قلوبها الخسة والدناءة. نحن نتساءل لماذا رخصت دماء أطفالنا لهذا الحد؟ ولماذا يمارس معنا هؤلاء المجرمات من أي جنسية كانت هذه الأفعال الدنيئة والمحرمة في كل الديانات السماوية والتي تلفظها الإنسانية السمحة جمعاء وهي من الكبائر المهلكة التي توعد بها الله المارقين والخارجين عن جميع القوانين؟ نعم نحن أمة محسودة على النعم التي أولانا الله إياها وهناك فئات حاقدة وظالمة تجاه هذا الشعب، فبدلا من البحث عن العمل والعيش الكريم والكسب المشروع في هذه البلاد مثل الملايين التي تعمل في بلادنا ونتعامل معها بكل احترام ومحبة نجد بعض هذه الفئات الضالة التي تمارس هذه الأفعال المشينة التي تسيء إلى سمعة بلادها المحترمة ومجتمعاتها المسالمة القادمة منها والتي تترفع عن مثل هذه الممارسات الإجرامية التي لا يقبلها عقل ولا دين. نعم هناك عصابات خلف هؤلاء المستقدمات تشجعهن وتغسل عقولهن من أجل فعل هذه المنكرات وإدخال الرعب والعنف إلى مجتمعاتنا المسالمة، وإلى قلوب الآمنين المطمئنين من النساء والرجال، ورغم كل مآسي هؤلاء ما زلنا نتعامل مع هذه الأحداث بطيبة متناهية وإيجاد الأعذار لهن، وإرجاع تلك الأفعال المشينة للعامل النفسي الذي أصبح شماعة تعلق عليها تجاوزات المجرمين. رجاؤنا من الجهات المسؤولة في بلادنا وقف الاستقدام الفوري وإلى الأبد من أي دولة يمارس وافدوها أي نوع من أنواع العنف تجاه مكفوليهم خاصة قتل الأطفال الذي أصبح مشكلة تعددت في كثير من مناطق المملكة بصورة بشعة أقلقت الجميع، كما نؤكد على إشعار جميع الدول التي يعمل رعاياها في المملكة بأن هناك جزاءات رادعة لكل من تسول له نفسه المساس بالأرواح البريئة أو ممارسة الأعمال الدنيئة الخاطئة غير المقبولة عقلا وشرعا في بلد مسالم يعمل فيه من الأجانب ما يوازي عدد سكانه، مكفولة حقوقهم دون إنقاص، وتصل تحويلاتهم السنوية لأكثر من 100 مليار دولار بدون من أو أذى، فالمملكة العربية السعودية قلما يوجد بلاد مثلها على مستوى الكرة الأرضية جمعاء، من حيث الترحيب بكل وافد مخلص شريف يسهم في حركة بناء هذا الوطن ويعمل بكل جد واقتدار من أجل الكسب المشروع في بلد مسلم يطبق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة التي تحمل كل معاني الود والرحمة والإخاء نحو ضيوفها الكرام. mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :