تجربة جميلة عشتها الأسبوع الماضي ، صحيح أنها لم تكن بالمدة الطويلة ، فقد كانت لمدة ساعتين تقريبًا، ولكنها كانت جميلة بروحها، وتعبها، وبكل تفاصيلها، فبعد هطول الأمطار بغزارة على محافظة الجبيل البلد، تحولت بعض الأحياء والشوارع الرئيسية إلى بحيرات، ارتفع فيها منسوب المياه إلى درجة احتجاز العوائل في منازلهم، وتسبب في تعطل بعض السيارات في وسط الشوارع، والجهات المعنية في مثل هذه الأزمات كالدفاع المدني، والمرور، والبلدية، وغيرها حتى لو استنفدت جميع طاقاتها، وجهدها، فإنها لا تستغني عن وقفة المواطن وفزعته. تواصلت مع بعض الإخوة وقررنا تشكيل فريق تطوعي للمساعدة بالتنسيق مع الدفاع المدني في الجبيل البلد، حيث قمنا بإخراج عدد من السيارات المحتجزة في الشوارع الغارقة، وتنظيم حركة السير فيها، وتغيير مسارها. فعلاً لهذه الأعمال أثر نفسي عجيب، يجد المرء فيها نفسه، وتدفعه إلى بذل أقصى جهده، وطاقته دون النظر لما قد يواجهه من متاعب، وصعوبات، ومثبطات، أو بحث عن مردود مالي، أو شكر، وثناء، فما أجملها إذا قرنت بالنية الصالحة، الخالصة، وكان الهدف رضا الله سبحانه وتعالى. فالعمل التطوعي من أفضل المجالات التي يوجه لها الشباب للاستفادة من إمكاناتهم، وطاقاتهم، وفراغهم ، فكثير منهم يرغب المشاركة في الأعمال التطوعية، وبدون مقابل، ويبحث عن فرق تطوعية، ولكنه يجهل نقطة البداية، لذلك نطالب بإنشاء مراكز متخصصة تحت مظلة حكومية بإدارة مؤهلين متطوعين بعيدًا عن البيروقراطية، في كل مدينة، ومحافظة، بحيث تهتم بهذا الجانب من ناحية تنظيمه، وتحديد مجالاته، وإقامة الدورات التدريبية، وتنفيذ البرامج التطوعية، مدعومًا من القطاعين الحكومي ، والخاص ، يتوجه لها الباحث عن العمل التطوعي ، على غرار الجمعيات الخيرية، وتحفيظ القرآن الكريم، وأن يكون برنامجًا أساسيًا في المدارس، والجامعات، كبرنامج الكشافة . هناك عدد قليل من المراكز المتخصصة ولكنها غير معروفة، فلو أعلنت عن نفسها في وسائل الإعلام ، والمدارس ، والجامعات ، والمراكز التجارية ، لوجدت الكثير من الإقبال، فأبناؤنا فيهم خير، ودافعهم للعمل التطوعي، نظرتهم إليه من ناحية إسلامية، وإنسانية، ومروءة، ونخوة عربية، بعيدًا عن المؤهلات ، والمكانة الاجتماعية، و ( البرستيج )، والحمد لله فالخير باقٍ في هذه الأمة إلى قيام الساعة. تويتر : ahl99 allmaill99@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (97) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :