مثل كل البطولات في مختلف أرجاء المعمورة، شهد الدوري الإسباني لكرة القدم، ظاهرة «الشقيقين» اللذين ظهرا على بساط «الليجا» على مر السنين، ولهما الدور البارز، وذلك بمناسبة المواجهة التي تجمع بين الشقيقين ناتشو وأليكس فرنانديز، في لقاء ريال مدريد وقادش الليلة «الأربعاء» ضمن «الجولة 31». نشأ الشقيقان ناتشو وأليكس فرنانديز في أكاديمية ريال مدريد، وكانا جزءاً من أنجح الأجيال في «لا فابريكا» في الآونة الأخيرة، وكان ناتشو مدافعاً متعدد الاستخدامات، وقادراً على تطوير مسيرته بأكملها في ريال مدريد بعد ظهوره للمرة الأولى مع الفريق الأول في أبريل 2011، حيث لعب أكثر من 200 مباراة رسمية لـ «الأبيض»، وكان أيضاً جزءاً مهماً من جميع ألقاب «الميرنجي» منذ ذلك الحين، منها لقبان في «الليجا»، 4 بطولات دوري أبطال أوروبا، ولقب كأس الملك، 4 ألقاب كأس العالم للأندية، 3 ألقاب كأس سوبر أوروبي، ولقبا كأس سوبر إسباني. من جانبه، فإن أليكس الأصغر منه بعامين ولاعب الوسط الموهوب، كان لديه مثيرة متنوعة أكثر، مع فرق: رييكا، إسبانيول، ريدنج وإلتشي، قبل أن ينضم بشكل دائم إلى قادش عام 2017، وهو أحد أهم اللاعبين في خطط المدرب ألفارو سيرفيرا، ضمن المسار التصاعدي الرائع للفريق الأصفر في السنوات الأخيرة، وكانت المباراة الأولى هذا الموسم بين قادش وريال مدريد في الدوري الإسباني هي المرة الخامسة التي يواجه فيها أليكس فرنانديز ريال مدريد في مسيرته، والثانية التي يلتقي فيها وجهاً لوجه على أرض الملعب ضد شقيقه ناتشو، والأولى التي يحقق فيها الفوز ووقتها تفوق قادش 1-صفر. يحمل خوليو وباتشي ساليناس الرقم القياسي لأكثر شقيقين شاركا في «الليجا» بمجموع 725 مباراة، وجاء الأخوان المولدان في بلباو من خلال الأكاديمية المرموقة في النادي، ولعبا معاً للفريق الأول للنادي الباسكي بين عامي 1983 و1986، قبل أن يفترقا في طريقهما، وحقق خوليو لاعب الوسط الهجومي مسيرة أكثر نجاحاً بين الاثنين، حيث لعب مع أتلتيكو مدريد وبرشلونة، وفاز بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا – ومع ديبورتيفو لاكورونيا، سبورتينج وديبورتيفو ألافيس، لكن من جانبه يملك قلب الدفاع باتشي مسيرة محترمة للغاية، حيث شارك في ما يقرب من 450 مباراة مع أتلتيك وسيلتا فيجو. وكانت مسيرة التوأم دي بور استثنائية، حيث تواجد فرانك ورونالدو في فريق آياكس الأسطوري في منتصف التسعينيات، الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 1995، قبل أن يرحلا معاً إلى برشلونة، للعب تحت قيادة مدربها السابق لويس فان خال في عام 1999، وحققا لقب الدوري الإسباني في ذلك الموسم، ولكن وقتهما معاً في «الليجا» استمر لمدة عام واحد فقط، حيث انتقل رونالدو إلى رينجرز بعد موسم واحد، بينما ظل فرانك دعامة أساسية في «كامب نو» حتى عام 2003. والد تياجو ورافينيا ألكانتارا، هو مازينيو، الذي توج بلقب كأس العالم مع البرازيل في عام 1994، كما أنه لعب في إسبانيا خلال مسيرته، ليقضي ابناه الكثير من وقتهما في إسبانيا خلال فترة طفولتهما، وكل منهما تدرج في أكاديمية «لاماسيا» الشهيرة في طريقهما للوصول إلى الفريق الأول في نادي برشلونة. رحل اللاعبان عن كتالونيا بعد ذلك، ويلعب الأكبر تياجو مع ليفربول حالياً، فيما يتواجد الأصغر رافينيا مع باريس سان جيرمان بعد الانضمام له من سيلتا فيجو في الصيف الماضي. يعتبر فرناندو هييرو واحداً من أكثر اللاعبين الإسبان موهبة وتحقيقاً للإنجازات في التاريخ، حيث قاد كلاً من ريال مدريد ومنتخب إسبانيا طوال مسيرته الاستثنائية، ومع ذلك لا يعرف الكثير من مشجعي كرة القدم أن شقيقيه الأكبر سناً لعبا أيضاً في الدرجة الأولى من كرة القدم الإسبانية، على الرغم من عدم مضاهاة نجاحه بالطبع. لعب أنطونيو هييرو عدداً قليلاً من المباريات مع ملقا، في حين قدم مانولو، مسيرة جيدة لنفسه في الدوري الإسباني، حيث لعب لمالقا، ريال بلد الوليد، ريال بيتيس وتينيريفي، ولعب كل من فرناندو ومانولو في مركز قلب الدفاع في أغلب الأوقات خلال مسيرتهما الكروية، بل ولعبا معاً في الدفاع في بلد الوليد خلال موسم 1987-1988. ولد كالو وإيكيتشوكو في مدينة أبنا النيجيرية وانطلقا في مسيرتهما حتى تمكنا من اللعب مهاجمين على مستوى الدوري الإسباني، أمضى إيكيتشوكو كامل مسيرته الاحترافية في إسبانيا تقريباً مع ريكرياتيفو وهويلفا وخيتافي وسرقسطة وفياريال، حيث خاض ما يقرب من 200 مباراة في «الليجا»، بينما حقق كالو نجاحاً كبيراً في صفوف إسبانيول وألميريا وليفانتي. كانت العلاقة الكروية للأخوين الأرجنتينيين دييجو وجابرييل ميليتو مثيرة للاهتمام منذ البداية، حيث صعدا معاً إلى فريقين متنافسين هما راسينج كلوب دي أفيلانيدا وإندبندينتي على التوالي، وصنعا اسماً لأنفسهما في أواخر تسعينيات القرن الماضي كأحد أكثر اللاعبين الشباب الواعدين في كرة القدم الأرجنتينية. اجتمعا معاً في إسبانيا في ريال سرقسطة بين عامي 2005 و2007، كل منهما أثبت أنه أحد الأفضل في مركزه في الليجا «دييجو كان مهاجم، وجابرييل قلب دفاع»، لاحقاً تواجها ضد بعضهما البعض عندما انتقل جابرييل إلى برشلونة في صيف 2007، فيما بقي جابرييل في صفوف سرقسطة لعام آخر قبل الرحيل للعب في الدوري الإيطالي. لوكاس وتيو هيرنانديز هما أبناء لاعب أتلتيكو مدريد السابق جوان فرانسوا هيرنانديز، وكلاهما صعد من خلال أكاديمية أتلتيكو، وبرزا من بين أفضل المدافعين الذين وصلوا إلى صفوف الفريق الأول في السنوات الأخيرة، لكن في عام 2017، ورغم أن تيو صدم الكرة الإسبانية بالانتقال إلى الجهة الأخرى من العاصمة، بالانضمام إلى ريال مدريد قبل أن يلعب أي مباراة رسمية مع الفريق الأول لأتلتيكو. في الوقت الحالي يعتبر تيو واحداً من أفضل نجوم الدوري الإيطالي، حيث يلعب مع إيه سي ميلان، في غضون ذلك، أثبث لوكاس نفسه كواحد من أفضل المدافعين في كرة القدم الأوروبية مع أتلتيكو، حيث فاز بلقب يوربا ليغ في 2018، قبل الانتقال إلى بايرن ميونخ في 2019. ويعرف معظم عشاق كرة القدم عن فترات صعود وهبوط دييجو مارادونا في «الليجا»، أولاً مع برشلونة ثم مع إشبيلية لاحقاً، لكن شقيقه الأصغر هوجو قضى بعض الوقت في إسبانيا أيضاً، حيث لعب مع رايو فايكانو بين عامي 1988 و1990، عندما كان شقيقه دييجو في نابولي. ساعد هوجو فريق رايو فايكانو في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى في موسم 1988-1990، حيث سجل 6 أهداف خلال ذلك الموسم، قبل أن يهبط فايكانو إلى الدرجة الثانية في الموسم التالي. ولد ميكيل وتشابي ألونسو ليلعبا كرة القدم، وولدا ليلعبا مع ريال سوسيداد تحديداً، وهو النادي الذي لعب ودرّب فيه والدهما بيريكو ألونسو. صعد اللاعبان من خلال صفوف الشباب في ريال سوسيداد، ورغم فارق السن بينهما بـ 18 شهراً، كان الأخ الأصغر تشابي موجوداً بالفعل على أرض الملعب عندما خاض ميكيل أولى مبارياته مع الريال ضد بلد الوليد في موسم 2000-2001. لم تنطلق مسيرة ميكيل بنفس الطريقة التي انطلقت بها مسيرة تشابي، حيث فاز الأخ الأصغر بالبطولات المحلية والأوروبية مع ليفربول وريال مدريد وبايرن ميونخ، وكذلك كأس العالم وبطولة أوروبا مع إسبانيا. 16 شهراً بالضبط فصلت بين ولادة إنريكي «كويني» وخيسوس كاسترو، وهما شقيقان انطلق كل منهما ليخوض المئات من المباريات في دوري الدرجة الأولى الإسباني. صنع كويني لنفسه اسماً كأحد أفضل الهدافين في «الليجا» على الإطلاق، حيث سجل أكثر من 200 هدف في دوري الدرجة الأولى خلال مسيرته، بينما كان خيسوس حارس مرمى. أصبحا أساطير في نادي طفولتهم سبورتينج خيخون، وانتقل كويني إلى برشلونة في عام 1980 قبل أن يعود في عام 1984، بينما خاض خيسوس أكثر من 400 مباراة في طريقه إلى مسيرة اللاعب ذي النادي الواحد. ضربت الأسرة مأساة في عام 1993، عندما توفي خيسوس غرقاً بعد أن أنقذ طفلين ووالدهما قبالة ساحل بيتشون، شمال إسبانيا.
مشاركة :