تأملات فيلسوف العرش.. لا تنم واكتسب الفضائل

  • 4/22/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحذر الحكيم ماركوس أوريليوس من الاهتزاز والشك، فهو لا يدع ثغرة يتسرب من خلالها الإحباط والكسل إلى الإنسان، فهو دائم التحذير من حديث النفس الذي يخبره أنه يفتقر لحضور البديهة فلا وسيلة لجلب إعجاب الناس، موضحًا أن حصد إعجابهم يكون بقيم الخير والحق والجمال التي يمكن للإنسان أن يكتسبها ويحافظ عليها. يقول "ماركوس" خلال كتابه "التأملات" الذي يضم آراءه وفلسفته: تقول إنك تفتقر إلى حضور البديهة التي تنتزع بها إعجاب الناس. حسنٌ، ولكن هناك خصالًا كثيرةً لا يمكن أن تتذرَّع بأنها لا تدخل ضمن قدراتك الطبيعية، فلتُطهِّر إذن تلك الفضائل التي هي في حوزتك بالكامل: الإخلاص، الوقار، الكد، إنكار الذات، الرضا، الإحسان، الصراحة، القناعة، الطيبة، الاستقلال، البساطة، التعقل، الشهامة. أرأيتَ كم من الفضائل بوُسعِك أن تأتيها ولا تتملَّص منها بحُجة افتقاد الموهبة أو المَلَكة ثم ما تزال راضيًا بأن تُقصِّر فيها عن الحد؟ وهل حقيقة افتقادك الموهبة الفطرية تُبيح لك أن تتذمر وتُقتِّر وتتزلَّف وتَنحِي باللوم على جسدك وتتملَّق الناس وتتباهى وتُوقِع عقلك في هذا الاضطراب؟ كلا، بحقِّ السماء، لعله كان بوُسعِك أن تتخلَّص من كل هذا منذ زمنٍ طويل فلا تُعاب، إن أُعِبتَ، إلا بالعِيِّ. وحتى هذا بمقدورك أن تُعالجه ما لم تَستنِم إلى العِي. ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.

مشاركة :