دروس قيادية من هارون عليه السلام

  • 4/23/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في قصة نبي الله هارون عليه السلام وسيرته دروس قيادية كثيرة، نحاول في هذه المقالة أن نستعرض عدداً منها كما يلي: الشفاعة الحسنة وإعداد الصف الثاني: لم يتردد موسى عليه السلام في أن يشفع لأخيه هارون عليه السلام ليكون نبياً مرسلاً ووزيراً له يعينه في مهمته الكبرى أمام فرعون وقومه. وكان واضحاً في تبرير تلك الشفاعة في بيان الدور المرتقب لهارون وكفاءاته. ونجد أن موسى عليه السلام لم يخجل من أن أخاه هارون أفصح منه لساناً بل اعتبر ذلك حافزاً قوياً ليشفع له. وهكذا القائد الناجح الذي يحرص على بناء الصف الثاني وإعداد قيادات المستقبل ويحرص على استقطاب من يتفوقون عليه كل في مجاله بما يخدم الهدف الأسمى والمصلحة العامة. عدم السعي وراء المناصب: هارون عليه السلام كان أكبر سناً من أخيه موسى عليه السلام، وكان أفصح منه لساناً بالإضافة إلى شعبيته ومحبة بني إسرائيل له. ومع ذلك كله لم يحاول أبداً أن ينازع أخاه في القيادة والسلطة بل ظل مخلصاً لأخيه مطيعاً لأوامره. وهو ما دفع موسى عليه السلام لأن يستخلفه في غيابه. وهكذا القادة الناجحون، والذين يمكن أن يتميزوا دون الحاجة لمنصب أو لقب رسمي. ناهيك عما ينتج عن هذه النزاعات والصراعات من ضعف وفرقة وتشتت مما يتسبب في ضعف المنظمة بعكس الحال في التزام الجميع بالعمل والولاء لرأس الهرم مع الإخلاص في تقديم النصح والمشورة. التماس العذر للقائد: عندما رجع موسى عليه السلام لقومه غضبان أسفاً من افتتانهم بالعجل، أخذ بلحية أخيه هارون عليه السلام ورأسه. ونلاحظ هنا أن هارون عليه السلام لم يثر على أخيه بل كان في غاية الاحترام في التعامل معه موضحاً له الأسباب. وهكذا ثقافة العمل الناجحة بالتماس الأعذار والشفافية في التعامل والمحاسبة على الأخطاء. الاهتمام بالسمعة والسيرة الحسنة: حرص هارون عليه السلام في حديثه مع أخيه بأن لا يشمت به الأعداء، مما يدلك على أهمية السمعة والسيرة الحسنة للقائد. وهو ما يسمى بلغة العصر بالاسم التجاري أو (البراند) وهذا لا يقتصر على الشركات والمنظمات بل ويشمل الأشخاص أيضاً. تحصين البيت الداخلي وجمع الكلمة: رغم افتتان بني إسرائيل بالعجل فقد كان هارون عليه السلام واضحاً في تبرير موقفه أمام موسى عليه السلام بأنه حرص على ألا تسود الفرقة بين بني إسرائيل. وهو ما يدلك على أهمية العمل بروح الفريق والتخلص من مسببات النزاع والفرقة في المنظمات واستبعاد كل من يوسوس ويسعى لبث الخلافات والنزاعات وتسميم بيئات العمل. ضرورة تنوع الأساليب الإدارية: على الرغم من محبة بني إسرائيل لهارون عليه السلام وحلمه في التعامل معهم، إلا أن ذلك لم يجدِ معهم نفعاً في الافتتان بالعجل والسامري. وهو الأمر الذي حسمه موسى عليه السلام لاحقاً بحزمه وتعامله الصارم مع السامري ومَن فتنهم من قومه. هذا يدلك على ضرورة تنوع الأساليب والأدوات الإدارية والقيادية. ومن الصحي أن يكون الفريق مكوناً من خبرات وشخصيات مختلفة على أن تجتمع على نفس الأهداف والرؤية في العمل كفريق واحد. وختاماً، جاء في رواية الإسراء والمعراج كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: "فوجدت رجلاً تكاد تلامس لحيته سرته قلت من هذا يا جبريل، قال، هذا المحبب في قومه هارون بن عمران" قد يكون من السهل نسبياً أن يصل الإنسان إلى منصب، ولكن الصعوبة والتحدي الحقيقي أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الاحترام والتقدير من فريقه حتى بعد أن يغادر منصبه.

مشاركة :