زحمة الجسر.. هل تستحق العناء؟

  • 9/25/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أن عدد المسارات التي تم فتحها خلال إجازة عيد الأضحي وصلت إلى ٢٢ مسارا، شاملة ٤ مسارات معاكسة في مسارات القادمين، بحسب ما أورده الزميل رائد الحربي في «اليوم»، إلا أن أثر الزحام أكبر من أن يحتمله فحوى خبر أو يصفه أعجب الأوصاف في أدب الرحلات. طبعاً انطلاق الأسر والأفراد السعوديين خلال الإجازة لم يتوقف على مملكة البحرين فقط، بل شمل مختلف دول الجوار، ويأتي على رأسها: الإمارات، الكويت وقطر. ولو بقينا مع جسر الملك فهد كمثال، فالمتأمل في مشهد طوفان السيارات الراجية لعبور الحدود، وكيف يصبر من فيها من كبار وصغار على وعثاء الانتظار قبل إتمام مراسم السفر، يدرك أن هناك أمراً ربما لا تحققه الشواطئ، الحدائق، المطاعم، الملاهي.. وحتى المولات وأجهزة تكييفها الفائقة التبريد لدينا. الناس حتماً تفتش عن أمر آخر غير ما سبق ذكره.. أمر أبعد حتى من السينما في تصوري. ولو قلت لي إن ١٠٠ ألف سيارة تعبر الجسر يومياً وجميع من فيها متوجهون إلى السينما، لقلت لك: هل تعتقد أن هذه القاعات المحدودة قادرة على استقبال كل هذا العدد خلال مساء واحد؟ فإن أجاب بـ (نعم)، أدركت أن الرجل يتحدث عن فهم افتراضي لما يجري.. فهذا مستحيل حسابيا وفيزيائيا يا صديقي! ما الذي يفتش عنه الألوف من المغادرين إذاً؟ ما هو دافعهم لإنفاق كل ما تبقى من راتب عيد الأضحى رغم ما ينتظرهم من نفقات بالتزامن مع العودة للعمل والعودة إلى المدارس؟ هناك حتماً ما يستحق كل هذا العناء.. والعناء هنا لا يتوقف على ساعات الانتظار الطويلة على الجسر، بل يمتد وصولاً إلى الجانب الاقتصادي، والأخير هو العصب المحرك لمفاصل الحياة والمضي فيها. هل ما يبحث عنه الناس هو ممارسة ذواتهم بطريقة لا يمكنهم فعلها في مجتمعهم الحقيقي؟ أم هو تناول طعام عائلي دون استشعار لحصار الوقت؟ أم هو الاستمتاع بنظام مروري حقيقي؟ أم البرهنة للذات على إمكانية تطوير المكان والانتهاء من أكبر المشاريع في الوقت المحدد؟ أم تراه مجرد سعي لا ينقطع لتحقيق أي اختلاف؟ حتما هناك سبب اجتماعي - نفسي الأبعاد يدفعنا لتحمل كل هذا.. وهناك من العارفين من لديه تفسير من بين من يقرؤون هذه السطور!

مشاركة :