لندن - يعمل المخرج الفلسطيني عامر شوملي على فيلم جديد يحمل عنوان "سرقة النار" ويروي عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار الفلسطينية من قبل القائد العسكري والسياسي الإسرائيلي موشيه دايان. والفيلم إنتاج مشترك بين المنتج الفلسطيني رشيد عبدالحميد من مشروع "صنع في فلسطين" وشركة "إنتوتيف فيجيوالز" الكندية ومقرها مونتريال، والتي أنتجت في العام 2014 للمخرج فيلم "المطلوبون الـ18" الذي مثل فلسطين في جوائز الأوسكار عام 2015 وفاز بجائزة مهرجان أبوظبي السينمائي. ويقدم شوملي وعبدالحميد الفيلم مشروع الفيلم في مهرجان كوبنهاغن للأفلام الوثائقية الذي يستمر حتى 30 أبريل/نيسان الجاري. ووفقا لمجلة "فارايتي" الأميركية يؤرخ "سرقة النار" النهب المزعوم للمواقع الفلسطينية القديمة من قبل دايان، الذي شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي من 1967 إلى 1974 ثم وزير الخارجية فيما بعد من 1977 إلى 1979. وباعت أرملة دايان بعد وفاته عام 1981، المجموعة الضخمة لمتحف إسرائيل مقابل مليون دولار، وبحسب مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 1982، تضمنت مجموعة دايان أكثر من 800 قطعة أثرية تمتد على 7500 عام، وتم وصفها في ذلك الوقت بأنها "أهم مقتنيات المتحف للآثار بعد مخطوطات البحر الميت". ويعرض الفيلم الهجين بين مشاهد مكتوبة وقصة رسوم متحركة خيالية تتبع محاضرًا في تاريخ الفن الفلسطيني في سعيه للعثور على المجموعة المخبأة في سجن في صحراء النقب، واستعادتها. ويقدم الفيلم مقابلات حقيقية مع شهود عيان على الحفريات الأثرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي، وجنود إسرائيليون سابقون شاركوا في الحفريات، وقيّمون على المتاحف، وخبراء في الآثار وتجار فنون. وبالإضافة إلى اللقطات الأرشيفية الحقيقية سيستخدم شوملي تقنية "ديب فيك" لإعادة تمثيل المشاهد والمقابلات مع أشخاص حقيقيين متوفين، بما في ذلك بعض الأسرى الفلسطينيين الفعليين الذين سيردون عن أسئلة عبر الصليب الأحمر ويتم تمثيلهم في الفيلم في شكل رسوم متحركة. المشروع في مرحلة التمويل الأولى وقد حصل على تمويل مبدئي من صندوق الأردن للأفلام ومؤسسة الدوحة للأفلام ويبحث المنتجون عن شركاء دوليين محتملين من أميركا الشمالية أو أوروبا. ويقول عبدالحميد للمجلة المتخصصة بأخبار الفن والفنانين "إن استيلاء دايان المزعوم على القطع الأثرية القديمة موثق جيدًا ولكنه يظل موضوعًا محظورًا في إسرائيل بسبب المكانة الموقرة للوزير الراحل". ويضيف: "ومع ذلك، فإن الفيلم لا يدور حول دايان نفسه بقدر ما يتعلق بالأرض ولمن تنتمي، وما يعنيه فقدان التراث". ويؤكد المنتج الفلسطيني أنه يريد أن يكون العمل فيلما عائليا ومسليا ويدور في إطار الحركة والإثارة. ويصرح شوملي لفارايتي أن عمله فيلم وثائقي تاريخي، وسيظهر دايان في لقطات أرشيفية يناقش هوايته، مضيفا "لكننا سنوسع ذلك وسنطرح على عليه أسئلة لم يسألها أحد من قبل." ويؤكد عبدالحميد أن "الفيلم سيكون مربكًا عن قصد، ففي النهاية أنت لا تفهم هل هذه قصة حقيقية أم لا؟ وهذا جزء من اللعبة". وبدأت فكرة الفيلم مع افتتاح المتحف الفلسطيني عام 2016 في بلدة بيرزيت بالضفة الغربية، إذ فقدت فلسطين متحفها الوطني القديم وجميع معروضاتها وآثارها عندما احتلت إسرائيل القدس عام 1967. وتم افتتاح المتحف الجديد دون أي معروضات، بسبب أن العديد من هواة الجمع والفنانين كانوا يخشون إقراض مجموعاتهم الفنية خوفًا من مصادرة السلطات الإسرائيلية لأعمالهم.
مشاركة :