من الواضح عندما كتبت المقال السابق، الفشل بوابة لنجاح آخر لم آخذ بالاعتبار بأن هناك من القراء ممن سيغضبه المقال بسبب ما يكنه من تقدير واحترام، ومعرفة حقيقية وتجارب شخصية قضاها مع صاحب المقال، ولذلك البعض منهم (زعل) وأراد أن يعبر عن زعله ببعض الكلمات التي تعبر عن استيائه ورفضه بما ذكرته في المقال ـ أحدهم كتب: أنا أعتبر كل الأعمال التي قمت بها أنت ناجحة، وليس هناك فشل، الله يوفقك في كل عمل ـ سيد شرف من قرية المالكية (عمل معي لمدة عشر سنوات في دلمون للدواجن). أما الآخر فقال: تقلل من قيمة تعليمك وإنك لم تكمل الإعدادية! هل نسيت بأنك محاضر في صالونات ثقافية، معتبرة؟ هل نسيت وأنت تحاضر في أكبر جمعية تاريخية في البحرين؟ عن كتبك! أو عن حالة ابن أنس؟ أو المقابلات التي تجريها مع القنوات الفضائية في مصر أو في تلفزيون البحرين! وهذا التميز ما يناله إلا الإنسان الناجح!! ثم أعاد هدوءه وقال: ماذا عن رسالة الدكتور محمد جابر الأنصاري التي أعطيتني إياها حتى أقرأها، والتي كانت تشيد بما كتبته عن كتبك (العشرة) عن الشخصيات البحرينية! أما فشلي في المدرسة فكان دافعا في أن أعوض ما خسرته من تعليم وأجعله شعلة ومنارة لأبنائي بحيث أوفر لهم كل وسائل النجاح التعليمي والاجتماعي ليكونوا مصدر فخر للعائلة، وهذا التركيز هو ما أوصلهم إلى ما وصلوا إليه (طبعا بدعم زوجتي)، ذكر هذا الموضوع الآن بسبب استياء البعض من تجاهلي في عدم ذكره سابقا! أما فشلي في السياسة ونهايته في خروجي من العمل السياسي، فكانت الأسباب كثيرة (وصادمة)، ومتراكمة، إلى درجة فكرت بـ(....) في أحد الأعوام! أما سبب الطلاق النهائي كان بسبب ابتلائنا بالسماح بدخول عناصر مصابة بفيروس 14 فبراير 2011 وهو مما أدى إلى الانفلات، والعودة إلى حنين الماضي، إلا أنه كان كالجرثومة النائمة في أدمغتهم التي استيقظها من نومها من جاء بها من الخارج! أما الأخ العزيز الدكتور نبيل طه عندما خاطبني بالتلفون شعرت بمرارة وهو يحدثني عن المقال ويثني عليه، كما حاول أن يخفي ما أزعجه في المقال إلا أنه فشل في صمته، وقال: المقال فيه الكثير من الحكمة والعبر، ولكنك قسيت على نفسك قليلا، بل (وايد)!! وقال: (لقد كنا في نادي الوحدة كأسرة واحدة ولقد عملنا لمدة عشر سنوات ولم نسمع يوما واحدا، ومن أي طرف حتى ممن تختلف معهم، كانوا يحترمونك، لم نسمع عنك شيئا يسيء لسمعتك! لم نسمع عنك إلا كل ما يسعدنا نحن إخوانك الصغار، كنت تعلمنا الانتماء، والوطنية وتقول لنا من يخرج من ناديه أو وطنه وينتمي لناد آخر فهو خائن، وهو كالبذرة الفاسدة)! ويواصل... وهناك الجزء (3)
مشاركة :