المراجعة والتطوير | مازن عبد الرزاق بليلة

  • 9/27/2015
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

في غار حراء، وقت اشتداد الأزمة على رسول الله وصاحبه الصديق، قال عليه الصلاة والسلام، كما ورد في القرآن الكريم، (لاَ تَحْزَن إِنَّ اللهَ مَعَنَا)، وفي حادثة منى الأليمة، نقول: لا تحزنوا فالله معنا، ومعهم، سيتولّاهم برحمته، ويقبلهم عنده من الشهداء، ولله ما أخذ، ولله ما أعطى. حادثة التدافع في منى، ليست هي الأولى من نوعها، ونسأل الله أن تكون الأخيرة، وكل الفتاوى المتعلّقة بالحج تُشجِّع التيسير على الحجيج، بإمكانية التوكيل، وزيادة ساعات الرجم، والتعجيل بالنفرة، والمبيت خارج منى إذا تواترت الصفوف... إلخ. قبل عشرين عامًا حصل حريق كبير في منى، وقررت السلطات السعودية بعدها تحويل كافة الخيام إلى مادة ضد الحريق، وقد نجحت في ذلك، ثم جاءت حوادث التدافع، حيث أدّى تدافع الحجيج عند جسر الجمرات في عام 2004 إلى وفاة 250 حاجًّا، وفي عام 2006 تكرر حادث التدافع عند جسر الجمرات أيضًا، وكانت الوفيات 345 حاجًّا، وبعد هذا الحادث مباشرة قررت السلطات السعودية وضع الحلول الجذرية لهذه الأزمة، بإعادة بناء جسر الجمرات، أضعاف حجمه سابقًا، ليبلغ طوله 950 مترًا، بعرض 80 مترًا، من أربعة أدوار، والأرضي هو الدور الخامس، وفق تصاميم متطوّرة شارك فيها، معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة العُليا لتطوير مكة المكرمة، ووفقًا للمواصفات فالأساسات قادرة على تحمُّل 12 طابقًا تتّسع لخمسة ملايين حاج مستقبلاً. وبرغم أن حادث التدافع هذا العام كان بعيدًا عن الجمرات، ووصل عدد الضحايا فيه إلى 769 وفاة، و934 إصابة.. إلاَّ أنَّ هذا الحادث لا يُقلِّل أبدًا من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وقد جاء توجيه الملك سلمان -يحفظه الله- بمراجعة الخطط والآليات التي تتعلّق بضبط حركة ومسار الحجيج، ليُؤكِّد للعالم أجمع أن خدمة الحاج والمعتمر تحتل المكانة الأولى من اهتمامات المملكة وقيادتها الرشيدة، وأن التطوير هو ديدن هذه الدولة المباركة على مر العصور. #القيادة_نتائج_لا_أقوال لو كان الصدق والأمانة والنزاهة؛ جزءًا من قيمك وأخلاقك الشخصية التي تؤمن بها، فتأكَّد من توفيق الله لك، لأن الدِّين المعاملة.

مشاركة :