محللون: الطلب النفطي يلقى دعما من تعافي الاقتصاد الأمريكي وإنهاء الإغلاق الأوروبي

  • 5/3/2021
  • 00:24
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي على تراجع على أثر الانتشار الواسع للاصابات بفيروس كورونا المتحور في الهند، ما أضر بتعافي الطلب على الوقود في ثالث أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم، كما تم تسجيل إصابات مرتفعة أيضا في اليابان والبرازيل، ما يهدد بعرقلة استعادة الاقتصاد العالمي لمستويات النمو الطبيعية وتجاوز تداعيات أزمة الجائحة بشكل كامل. ويواصل المنتجون في "أوبك+" جهود تعزيز التوازن في السوق النفطية، وقد بدأوا الشهر الجاري إجراء زيادات تدريجية في الإمدادات لمواكبة ارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي في شهور الصيف ولا يزال انتشار لقاحات كورونا يعزز الآمال في تماسك السوق والحد من تراجع الأسعار، وقد حقق النفط الخام مكاسب شهرية لخام برنت 8 في المائة والخام الأمريكي 6 في المائة. وذكر المختصون أن أسعار النفط سجلت مكاسب لمعظم هذا الأسبوع لكنها انخفضت في ختام التعاملات يوم الجمعة الماضي نتيجة عمليات جني الأرباح بعد المكاسب القوية السابقة بالتزامن مع المخاوف بشأن تدهور توقعات الطلب في الهند. وأشاروا إلى التحولات الجذرية في سياسات الطاقة حاليا، خاصة في ضوء الآثار المترتبة على جائحة كورونا موضحين أن زيادة الضغوط الدولية على الحكومات والشركات من أجل تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 يأتي في إطار دعم وتعزيز جهود الحماية من تغير المناخ. ويقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة إن التقلبات السعرية مرجحة بقوة هذا الأسبوع نتيجة زيادة المعروض في السوق في مقابل استمرار انكماش الطلب نتيجة الإصابات الجديدة القياسية في الهند وعدة اقتصادات محورية في منظومة الطلب العالمي على النفط الخام والوقود. ورجح أن تستمر شركات النفط الصخري الأمريكي في الالتزام بضبط النفس والحفاظ على انضباط رأس المال بسبب غياب اليقين في السوق وهشاشة الوضع في ظل تباين البيانات والتقديرات لخسائر الطلب، خاصة مع عودة "أوبك+" إلى ضخ إمدادات نفطية تدريجية تعيد مليوني برميل إلى العرض بحلول يوليو المقبل. ومن جانبه، يرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية أن تحسن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي وإنهاء أغلب دول الاتحاد الأوروبي لحالة الإغلاق يوفران دعما جيدا للطلب العالمي، ما يساعد على التغلب على الأضرار الفادحة، التي تسبب فيها انتشار الوباء مجددا في الهند، وهو ما جعل أسعار النفط ترتفع إلى أعلى مستوى لها في ستة أسابيع قبل نهاية الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن تجاذبات العوامل الداعمة والكابحة للأسعار ستستمر في الأسبوع الجاري انتظارا لحدوث تقدم ملموس في السيطرة على الجائحة في الهند وعودة انتعاش الطلب الآسيوي، التي حققت مكاسب واسعة قبل حدوث الأزمة الأخيرة، لافتا إلى أن عودة الحركة على الطرق سترفع استهلاك الوقود، مشيرا إلى تقارير دولية تؤكد أن النقل سيظل عنق الزجاجة الرئيس للانتقال بشكل أسرع إلى مصادر الطاقة المتجددة. ويضيف بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن تقلبات الأسعار وعدم استقرار السوق تؤثر كثيرا في الاستثمارات في مشاريع المنبع بصفة خاصة، وقد تهدد أمن العرض على المدى الطويل، مشيرا إلى تقارير لشركة "إيني" الإيطالية العملاقة، التي ترجح أنه لا مجال لمزيد من مشاريع المنبع في ظل الوضع الراهن، حيث يصعب ضخ استثمارات كبيرة جديدة ما لم تستقر السوق. وأشار إلى وجود تصاعد ملموس في إصابات كورونا في مشاريع الرمال النفطية في كندا، ما أدى إلى تأخير الصيانة في بعض المرافق وتعطيل عمليات الإنتاج وهو ما يعني إجمالا تقلص الإمدادات الكندية على نحو واسع في الفترة الحالية على الرغم من تعافي الطلب الأمريكي وهو السوق الرئيس للإنتاج الكندي. وبدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إن استثمارات النفط والغاز تسعى جاهدة للتغلب على تحديات عديدة تواجهها في المرحلة الراهنة ومنها عدم استقرار السوق وضغوط سياسات المناخ في ضوء اهتمام الإدارة الأمريكية بتحفيز ودعم استثمارات الطاقة المتجددة، مشيرة إلى إدراك استثمارات النفط لحجم هذه التحديات وقطعها خطوات متسارعة نحو رفع الكفاءة والاستعانة بالتقنيات المتطورة ومنها تدوير الكربون والتقاطه وتخزينه. ولفتت إلى أن برامج تحول الطاقة تشهد نموا وازدهارا متلاحقا، سواء في الاقتصادات المتقدمة حتى في النامية، مشيرة إلى تقرير لوكالة الطاقة الدولية يؤكد ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية 41 في المائة في العام الماضي، بينما انخفض إجمالي مبيعات السيارات العالمية في ظل الانكماش المرتبط بالوباء متوقعة تسجيل زيادة أخرى في مبيعات السيارات الكهربائية هذا العام. ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، هبطت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في ستة أسابيع الجمعة مع تقليص المستثمرين مراكزهم بعد بيانات ضعيفة بشأن واردات اليابان من الخام ومخاوف حيال الطلب على الوقود في الهند، حيث تقفز الإصابات بفيروس كورونا. وسجل خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط وخام برنت القياسي العالمي أكبر خسارة ليوم واحد في أكثر من ثلاثة أسابيع، لكنهما أنهيا الشهر على مكاسب بنحو 6 في المائة، و8 في المائة، على الترتيب. والطلب على الوقود حول العالم متباين مع ارتفاع الاستهلاك في الولايات المتحدة والصين في حين تستأنف دول أخرى الإغلاقات لوقف المعدل المتزايد للإصابات بالفيروس. وأنهت عقود برنت جلسة التداول منخفضة 1.31 دولار، أو 1.9 في المائة، لتسجل عند التسوية 67.25 دولار للبرميل في آخر يوم لتداول العقود تسليم حزيران (يونيو). وتراجعت عقود الخام الأمريكي تسليم يونيو 1.43 دولار، أو 2.2 في المائة، لتبلغ عند التسوية 63.58 دولار للبرميل. وأنهى برنت الأسبوع مرتفعا 1.7 في المائة، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط 2.3 في المائة. ومن جانب آخر، أفادت شركة بيكر هيوز الجمعة أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار 2 هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 440، مشيرا إلى أنه في الأسبوع السابق انخفض عدد منصات النفط والغاز الأمريكية بمقدار 1. وذكر تقرير الشركة أن العدد الإجمالي لحفارات النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة هو الآن 32 أكثر من هذا الوقت من العام الماضي. وأشار إلى انخفاض عدد منصات النفط بمقدار 1 هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 342 هذا الأسبوع وزاد عدد حفارات الغاز بمقدار 2 إلى 96، كما زاد عدد الحفارات المتنوعة بمقدار 1. ولفت إلى انخفاض تقدير إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 23 نيسان (أبريل)، آخر البيانات المتاحة، بشكل طفيف هذا الأسبوع إلى 10.9 مليون برميل يوميا. وتقدر إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيصل إلى 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام، بعد انخفاضه من ذروة الإنتاج البالغة 13.1 مليون برميل يوميا في فبراير 2020 قبل أن يسحق الوباء الطلب على النفط.

مشاركة :