كم أرثى لحال أكاديمياتنا المتعاونات في جامعة أمّ القُرى، في مكّة المكرّمة!. لقد مكثْن لسنواتٍ عجاف بلا تثبيت وظيفي، وهي سنوات تُشبه في معاناتها سنوات أهل مصر بلا مطر في زمن عزيزها النبي يوسف عليه السلام!. لهذا اضطررْن مؤخرًا لرفع قضية في المحكمة لنيل التثبيت، فما لم تُؤتِه الجامعة طواعيةً قد تأتي به وزارة العدل الموقرة!. بالمناسبة، فالأكاديميات وبرفع القضية لسْن في مقام الجاحد لجامعتهنّ الحبيبة، لكنه الغُبْن الذي ذُقْن مرارته قد اضطرهنّ للرفع!. المهم هو أنه أخيرًا صدر الحكم، وأبشّركم لقد كان لصالحهنّ، ففرحن كثيرًا، وذبحن الذبائح، وأقمن الولائم، فهل انتهت قضيتهنّ؟. أتعرفون المثل المكّي «جات العروسة تفرح ما لقت مطرح»؟ أتعرفونه؟ إنه ينطبق عليهنّ تمامًا، فلا الجامعة ولا غيرها من الجهات المعنية مثل وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم ثبّتتهنّ، رغم وجود صكّ الحكم بالتثبيت الذي صار «زيّ» قلّته، فعلّقنه داخل برواز على الجدار، مثله مثل شهادات الدكتوراة الخاصة بهنّ، لا فائدة منها ولا رجاء!. طيّب، الذي أعرفه هو أنّ الجهات مثل الأفراد مُلزَمة بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقّها؟ فلماذا لم يُنفّذ الحكم؟! والذي أعرفه أيضًا هو أنّ هناك محاكم للتنفيذ، فلماذا لم يُنفّذ الحكم؟ تالله إنه لغز لي ولرأينا العام!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت باللهجة المكيّة: «يَخْوَنَّا»: ثبّتوا بنات الناس، تراهم دكاترة، حرام كده، لو كانوا بناتكم تتركوهم كده؟ مُلَحْلَحِين مُو مُثبَّتِين؟ ويّ على كده!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :