قمر على سمرقند | طلال القشقري

  • 1/21/2015
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

بالصدفة البحْتة، تزامنت مباراة منتخبنا لكرة القدم ضدّ نظيره الأوزبكي، التي خرج على إثرها من مولد بطولة كأس آسيا بلا حمّص أو حتى مُتبِّل، مع قراءتي لرواية "قمر على سمرقند" للدكتور محمد المنسي قنديل!. وسمرقند، كما تعلمون، هي إحدى المدن الأوزبكية، وهي مدينة تاريخية عريقة فيها الكثير من الآثار والمعالم الإسلامية التي شُيّدت منذ فتحها على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 87هـ!. وفي الرواية قصّة لامرأة أوزبكية جميلة وقوية، وقد عاشت في غابات أوزبكستان الكثيفة قبل مئات السنين، وأنقذت حياة كيباك خان، وهو أحد أحفاد جنكيز خان، من الموت خلال رحلة صيده للثعالب، واعتداء بعض أعدائه عليه، فكافأها بأن تزوّج منها، ثمّ سار بها إلى دياره، غير أنّها ماتت في الطريق بعد تعرّضها للدغة ثعبان قاتل، فحزن عليها كيباك خان، وأمر ببناء مزارٍ كبيرٍ ليكون شاهدًا لها!. وما أشبه ما آل منتخبنا إليه مع ما آلت إليه المرأة الأوزبكية، كانت هي جميلة وقوية، وكان هو كذلك، وفرحت هي بزواجها من كيباك خان، وكذلك فرحنا نحن بفوزه على منتخب كوريا الشمالية قبل مباراته ضدّ منتخب أوزبكستان، وظننّا أنه بدأ يعود لأمجاده، غير أنّ المرأة ماتت في الطريق، وكذلك مات فرحنا، وكأنه تعرّض للدغة ثعبان قاتل، وأصبح المنتخب مثلها مزارًا شاهدًا لإنجازاتٍ قديمة لم تتجدّد!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ كرة القدم خصوصًا، والرياضة عمومًا، انعكاسٌ لتطور المجتمعات ومُتنفّس لها، وإن سطع القمر على سمرقند هذه المرّة، فلنُصلح رياضتنا المتخلّفة عن الركب العالمي، ليسطع علينا ولا يأفل!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :