رغم استمرارية عمل الأسواق على مدار اليوم خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن الـ10 الأواخر تواجه ازدحاما شديدا، خصوصا خلال جائحة كورونا التي استمرت من العام الماضي، حيث تجتمع حشود من المتسوقين الملثمين بكمامات طبية أمام المحلات في مواجهة مستميتة من رجال الأمن لتنظيمهم والالتزام بالإجراءات الاحترازية.ورصدت «عكاظ» توجه أعداد كبيرة من الناس لطلبات الأون لاين التي تسببت بضغط كبير على شركات الشحن، التي تأخرت في تسليم العديد من الطلبات، حيث أشارت إلهام محمد إلى توجهها لطلب بعض الأزياء والإكسسوارات من أحد مواقع التسوق الإلكترونية، وذلك لتجنب الازدحام في مراكز التسوق، ولكن على الرغم من قيامها بالطلب قبل 10 أيام إلا أن الشحنة لا تزال خارج المملكة دون أي تحديث من شركة الشحن المسؤولة، وتتساءل إلهام ما إذا كانت شحنتها ستصل قبل يوم العيد.من جهتها، قالت رحاب الشريف: «توجهت للمراكز التجارية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان وفوجئت بطوابير المتسوقين الطويلة أمام المحلات، ما دفعني للجوء للتسوق الإلكتروني الذي لطالما اعتبرته مهمة سهلة، ولكن هذا العام واجهتني بعض الصعوبات بسبب تعطل الكثير من شركات الشحن؛ نظراً لكثرة الطلبات وجائحة كورونا».وأكدت تهاني عبدالحكيم أنها تعتمد على التسوق الفعلي في المراكز التجارية، ولا تمانع في الانتظار لساعات طويلة بطوابير أمام المحلات، وذلك لعدم ثقتها بالتسوق الإلكتروني، سواء في جودة القطع والخامات، أو في سرعة الشحن والتوصيل، حيث واجهت عدة مشاكل في عدد من الطلبات التي قامت بها خلال السنوات الماضية.من جهته، أكد الخبير في مجال التجارة الدولية الدكتور عادل الحربي لـ«عكاظ» حداثة ثقافة التسوق الإلكتروني بالنسبة للتاجر والمستهلك السعودي، حيث بدأ انتشارها في المملكة قبل 8 إلى 10 سنوات، وقد تم تفعليها بشكل أكبر خلال العام الماضي منذ بداية جائحة كورونا، حيث اضطر الكثير من المستهلكين في المملكة للتسوق عبر الإنترنت؛ نظراً للإجراءات الاحترازية المطبقة في المراكز التجارية، ومروراً بفترة الحظر في المملكة، وكان هذا الكم الهائل من الطلبات فوق طاقة شركات الشحن والتوصيل، فالبنية التحتية لشركات الشحن لا تستوعب هذا الكم من الطلبات، ما تسبب في خسائر كبيرة للتجار، وبعض العملاء الذين قاموا باستلام طلباتهم بشكل متأخر جداً. وأضاف: خلال هذا العام قامت شركات الشحن بالتهيئة المسبقة لمواجهة إشكالية تأخر الشحنات ومحاولة استيعاب الكميات الهائلة من الطلبات خصوصا خلال شهر رمضان، وذلك للحرص على عدم تكرار إشكالات العام الماضي، ولكن بالرغم من ذلك يزداد الضغط خلال الـ10 الأواخر من شهر رمضان وتعود المشكلة لتطفو على السطح من جديد، ما يدفع الشركات لإيقاف أي عمليات شحن خلال الـ10 الأواخر من رمضان، كما يتوقف المستهلك عن الطلب خلال هذه الفترة الضيقة.وأكد الحربي وجود إشكالية في ثقافة المستهلك في طلبات الأون لاين، حيث كانت بعض مواقع التسوق الإلكتروني توفر خدمة الدفع عند الاستلام، وتم إلغاؤها بعد فترة، وسبب هذا الإلغاء هو العميل الذي يرفض الدفع عند استلام الطلب والاطلاع عليه، ويقوم بإرجاعه، وهذه من المخاطر التي يعاني منها التاجر الذي يقدم خدمات التسوق الإلكتروني.< Previous PageNext Page >
مشاركة :