توقع مختصون أن يصل حجم قطاع التأمين الصحي إلى نحو 60 مليار ريال بحلول 2030، فيما سيرتفع عدد المستفيدين من التأمين الصحي إلى نحو 11.2 مليون خلال الأعوام المقبلة، لا سيما بعد تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بتوفير التأمين الصحي للعاملين بالقطاع العام.وأشاروا إلى أن التحوّل الرقمي أسهم في تقليص عمليات التلاعب والاحتيال في قطاع التأمين لوجود الرابط التنظيمي.وكان المدير التنفيذي لمجلس الضمان الصحي التعاوني، عثمان القصبي، صرّح بأن قيمة سوق التأمين ستصل إلى ثلاثة أضعاف في 2030 لتبلغ قيمة 60 مليار ريال مع دخول منتجات جديدة منها التأمين على السياحة.وقال رئيس الالتزام بإحدى المؤسسات المالية ومستشار التأمين عاصم الدغيم إن عدد المستفيدين من التأمين الصحي بلغ نحو 11 مليون مستفيد «عاملين ومُعالين» موزعين على 25 شركة تأمين مؤهلة، مشيرًا إلى أنه مع زيادة النمو النسبي لعدد العاملين في القطاع الخاص بمتوسط 3% بحسب الهيئة العامة للإحصاء فيتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 11.2 مليون، وإذا ما طبّقنا ذات النسبة على العاملين في القطاع العام (باستثناء القطاع العسكري)، نجد أن عدد العاملين سيزداد إلى أكثر من 2.18 مليون.وأشار الدغيم إلى أن التأمين الصحي كان يقتصر على العاملين في القطاع الخاص، ولكن بعد تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بتوفير التأمين الصحي للعاملين بالقطاع العام سينمو عدد المستفيدين من التأمين الصحي خلال السنوات المقبلة، لا سيما أن الهاجس الأول للمواطن الصحة.وأوضح أن الدولة تتوجه إلى تمكين القطاع الحكومي من الحصول على التأمين الصحي للعاملين، فيما يوجد حراك مستمر من «هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية» بالتعاون مع العديد من القطاعات المعنية في الدولة وقطاع صناعة التأمين للخروج ببرنامج تأمين صحي موحد للعاملين في القطاع الحكومي خلال 2021-2022 مما سيسهم في إنجاح برنامج التحول الصحي ويزيد من عدد المستفيدين في القطاع الحكومي ومعاليهم، الأمر الذي سينعكس إيجابًا في زيادة عدد المستفيدين بشكل عام، وينعش القطاع خصوصًا بعد ما خلّفته آثار جائحة كورونا كوفيد-19.ولفت الدغيم إلى أن منتجات التأمين الصحي قصيرة المدة (تأمين الحج والعمرة، الزائرين والسياحة)، وعلى الرغم من معدل دورانها السريع، وذلك حسب نوع ومدة التأشيرة، إلا أنها ستزيد من عدد المستفيدين من التأمين الصحي (إذا ما افترضنا أن الهدف هو خلق نقطة التماس بين صناعة التأمين الصحي والمستفيدين).تجدر الإشارة إلى أن ولاة الأمر – حفظهم الله – ومن عهد الملك المؤسس – رحمه الله - حملوا على عاتقهم تحمّل نفقات الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين على مدى سنوات طويلة وهي نفقات مليارية، ومن هنا أتت فكرة الخروج بمنتج تأميني يخدم قاصدي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة (الذين تجاوز عددهم 9.3 مليون حاج ومعتمر في العام 2019) بمبالغ زهيدة ليغطي نفقات الرعاية الصحية في الحالات الطارئة.وركّزت رؤية المملكة 2030 على إيجاد مصادر دخل بديلة عن النفط وخرجت مبادرات عدة من أهمها «السياحة» والتي بطبيعة الحال لم يغفل القائمون عليها عن صحة قاصدي المملكة بغرضها، وعن الأخطار الممكن التعرض لها، لا سيما أن المملكة أصدرت أكثر من 400 ألف تأشيرة سياحة حتى سبتمبر 2019، ومن هنا خرجت فكرة تأمين السائحين، وهو منتج لا يختلف عن منتج تأمين الزيارة والحج والعمرة، لتغطية الحالات الطارئة للسائحين.ويعد هذا المنتج وعلى الرغم من أنه قصير المدة، إلا أنه خلق مصدر دخل إضافي لشركات التأمين وساهم في رفع إجمالي أقساط التأمين المكتتبة، لاسيما أنه منخفض التكلفة كما ذُكر والمخاطر المرتبطة به تتراوح بين المنخفضة والمتوسطة (مقارنةً بمنتج التأمين الصحي التقليدي) وبالتالي أصبح أحد ركائز صناعة التأمين الصحي في المملكة مما يجعله منتجًا ذا أهمية. فيما جميع هذه العوامل ستساعد على رفع عدد المستفيدين الفعلي وإجمالي أقساط التأمين المكتتبة إلى أضعاف بحلول 2030.وتوقع المستشار يعرب المشوح ارتفاع نسبة المؤمّن لهم، خاصة أن التوجه الآن للخصخصة بدعم من الدولة للقطاع الخاص لسرعة الإنجاز، وبعد مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي أكد فيها تنشيط وخصخصة القطاع الصحي بالقطاع الخاص خصوصًا أن لديه سرعة في التحرك أكبر في تقديم دعم توفير الرعاية الصحية في 2030 لنحو 21 مليون شخص.ولفت المشوح إلى أن التحول الرقمي أسهم في تسهيل العملية التأمينية؛ إذ إن التأمين بالسابق كانت فكرته غير واضحة وثقافة المجتمع عنه ليست شاملة، بينما أسهم التحوّل الرقمي في إصدارات التامين والمعرفة أكثر عنه، وتسهيل عملية الاستعلام عن حالة التأمين.وأكد أن التحول الرقمي أسهم في تقليص عمليات الاحتيال في التأمين والتلاعب، وذلك لوجود الربط التنظيمي.وأوضح أن تأمين السياحة يُعد مصدر دخل جديدًا للشركات لا سيما أن المملكة قبلة المسلمين، والسياحة الدينية مستمرة، خاصة مع سهولة السفر حاليًا للجميع من كل أنحاء العالم.
مشاركة :