من الشعر الجاهلي الجميل ما قاله الشاعر طرفة بن العبد ولد في البحرين سنة 543 م حين رأى نوعا من الطيور يعرف بـالقنابر وهي تلتقط ما نثر لها من الحب وقد أخفق في اصطيادها: يا لكِ مِنْ قُبّرَة ٍ بمعمرِ خلا لكِ الجوّ فبيضي واصفري قد رُفِعَ الفَخُّ، فماذا تَحْذَري؟ ونقّري ما شِئتِ أن تُنقّري قد ذَهَبَ الصّيّادُ عنكِ فابشِري لا بدّ يوماً أن تُصادي فاصبري وقد اتخذه العرب هذا الشعر مثلاً لأولئك الذين أطلوا برؤوسهم لتشويه الصورة والنيل من الآخرين، وهذا ما هو حاصل اليوم حين يخرج من دولة الكويت الشقيقة شخص محسوب عليها للنيل من دول خليجية عضوة في مجلس التعاون الخليجي، فيتطاول عليها تحريضاً وتسفيها وسخرية، بل ودعوة للخروج على القانون باسم حقوق الإنسان، فقد تفرغ المدعو عبدالحميد دشتي منذ عام 2011م وحتى يومنا هذا للنيل من البحرين وشعبها لإشعال نار العداوة بينهم، وكم يتمنى أبناء البحرين أن يأتي للحديث معهم عما يقذفه بلسانه من اتهامات باطلة ودعاوى مزيفة. المؤسف أن البحرين والكويت من أوائل الدول المستهدفة في أمنها واستقرارها من جماعة حزب الله الموالية لإيران، وقد كشفت الكثير من الاعترافات عن تورط الحزب في علميات تخزين الأسلحة والمتفجرات والقيام بالإعمال الإرهابية، فالكثير من الخلايا النائمة التي تم إيقاظها تستهدف أمن واستقرار دول المنطقة، وما الاعتداءات الآثمة على دور العبادة إلا إحدى الوسائل، فجميع تلك القوى الإرهابية عاشت وترعرعت في أحضان الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله اللبناني، فهي خلايا نائمة تم إيقاظها مع الشرارة الأولى في فبراير عام 2011م بدوار مجلس التعاون تقاطع الفاروق، وما تلك إلا محاولة لنشر الخراب بالمنطقة، ويكفي الفرد اليوم أن يرى آثار عدوانهم في نفوس أبناء المنطقة والشوارع والطرقات والمباني، جميعها كانت حاضرة لدى المواطن منذ اليوم الأول للعدوان على المجتمع. إن دول الخليج العربي أمامها تحد كبير، فهي تواجه قوى شريرة مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، فالمعركة لا تزال دائرة مع قوى الإرهاب، ولا شك أنها معركة غير متكافئة، فدول الخليج إمكانياتها محدودة مقارنة بقوى وأطراف مدعومة من إيران، فالحقيقة يقرأها كل عربي شريف ذاق مرارة التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وما الجماعات الإرهابية إلا أداة طيعة في أيدي أسيادها التوسعية لتحقيق أطماعها التوسعية. إن وقوف المدعو عبدالحميد دشتي في جنيف ليهدد ويتوعد البحرين لأكبر اجراما مما قام به مجرمو الحرب المطلوبون للعدالة، فهو يحاول التباكي نيابة عن أبناء البحرين، ويتوعد منظمات حقوق الإنسان من أجل الوقوف معه، وما أقبحها من جملة حين قال: ان البحرين ستسود صفحة حقوق الإنسان بالخليج، وهي عبارة تنم عن حقد وكراهية للبحرين، وإلا لماذا يحاول أن يسكب البنزين على النار؟!. إن تهديدات عبدالحميد دشتي للبحرين موجهة لأبناء هذا الوطن ممن تضرر من الأعمال الإرهابية والعنفية خلال السنوات الماضية، والمؤسف أنه يتوعد بمزيد من العنف والخروج على القانون، وهو تحد سافر للإرادة الشعبية التي صبرت كل تلك الفترة على غطرسته وغروره؟!، وما تلك التهديدات إلا محاولات ابتزاز سياسي. إن تهديد دشتي للبحرين لم يكن وليد اللحظة ولكنه منذ الأيام الأولى للعملية الإنقلابية في فبراير 2011م، ولكن أبناء هذا الوطن أفشلوا المؤامرة وأحبطوا المخطط ولا يزال دشتي يصرخ بقمة راسه، لن يكون مصير دشتي بأحسن من رفاقه، ولكن على أقل تقدير سيكون مستشفى الطب النفسي أقرب الأماكن له، أما الآن فهو وقتك مع طيور القنابر، فبيضي وأصفري.
مشاركة :