[email protected]إذا غاب النقاد عن الساحة الأدبية، فإن ذلك يعني إعطاء الضوء الأخضر لظهور «المتشاعرين»، والمتسلقين من الكُتَّاب وأدعياء الثقافة، فيصح عندئذ ترديد المقولة الشهيرة «خلا لكِ الجو فبيضي واصفري»، فانحسار موجة النقد، التي تظهر عيوب ومثالب الأعمال الرديئة، يمثل توجيهًا صائبًا لذائقة المتلقين، ويمنع الانحطاط بها، وأجمل ما قرأت حول أهمية النقد، وبيان قيمته ما جاء في كتاب «أصول النقد الأدبي» لمؤلفه الأديب الدكتور أحمد الشايب، حيث يقول: «الشعراء والكتاب كثيرون وآثارهم الأدبية صور لشخصياتهم المتباينة، فلابد أن تتمايز هذه الآثار تبعًا لاختلاف الأمزجة والأذواق، ومثل ذلك يُقال عن القرّاء والسامعين، فهم مختلفو المذاهب والأمزجة والأذواق.. وبقدر المشابهة بين المنشئ والقارئ، يكون اطمئنان الثاني إلى الأول، وشغفه بأدبه، وحسن تقدير به؛ لأنه صورة نفسه ومزاجه.وكلما تنافرت الأذواق، كان الانصراف وسوء الحكم والتقدير.. ومن هنا نشأ النقد الأدبي في طوره الأول.. فأول ناقد وجد عقب أول منشئ.. والنقد يقوم على الفهم والتقدير.. ويمكن تعريفه بأنه بيان قيمة النص الأدبي ودرجته الفنية».وهذا يعني الاتكاء على النقد بحكم حسن تفهّمه للأثر الأدبي وتوصله إلى حكم قاطع يميّز الغث من السمين، فالناقد كما هو معروف يمتلك أساسيات وأدوات المعرفة، بما يؤهله لاستخدامها أثناء دراسته أي نص أدبي؛ لتسليط الضوء على خصائصه، فالحاجة لوجود حركة نقدية هادفة في أي مجتمع تبدو ضرورة ملحَّة للحكم على الآثار الأدبية تحصينًا للإبداع، ورفعًا لأذواق المتلقين وتوجيهها، وحول ذلك يقول الأديب أحمد أمين في كتابه الشهير النقد الأدبي: «النقد الأدبي ثمرة للأدب ذاته.. والأدب ثمرة طبيعية للبيئة.. فوظيفة النقد الأدبي هي تقويم العمل الأدبي، وبيان قيمته الموضوعية وتحديد مكانه»، فالناقد من هذا المفهوم تحديدًا يستمد أحكامه الصائبة من سليقته وفطرته وخبرته، ومن أدواته الخاضعة لمقوّمات تؤهِّله للحكم على الأعمال الأدبية شعرًا أو نثرًا، وغيابه يشكل معضلة كبرى لابد من تفاديها، والحيلولة دون تفشّيها وسريانها. أخبار متعلقةمعرض الرياض.. طموح في توسيع أفق الرأي العامشعور مؤقتفي الحوادث نتهم الضباب وننسى الشباب!
مشاركة :