خدمة الحجيج تتسابق عليها العرب منذ أيام الجاهلية، فكيف بعد بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فهي تمثل للمملكة وحكامها شرفاً كبيراً، ومنذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وطوال حكم أبنائه من بعده شرف خدمة البيتين وضيوف الرحمن في مقدمة اهتمام الدولة السعودية. وليس هذا وحسب بل تسخر موارد الدولة المالية وطاقاتها في البناء والتعمير والتوسعة والتطوير للحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين، وتشهد الأعوام الماضية والحاضرة تزايد أعداد الحجيج في أرقام سجلها التاريخ، والتاريخ لا يمكن أن يزييف الحقائق أو يزخرفها. أرقام تزامن ارتفاعها مع قيام عهد الدولة السعودية والدولة حكومة وشعباً مسخرين أنفسهم لهذا الشأن العظيم، وجاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - الكلمة التالية: بعد أن عزّى نفسه والدولة في المتوفين من حجاج بيت الله الحرام قبل أهليهم ودولهم منوهاً حفظه الله أننا لن نتوقف عن التطوير في كل ما يتعلق بخدمتهم، وخدمة الحرمين الشريفين قائلاً:(قد منّ الله على هذه البلاد بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وحرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤوليتها، بما يخدم الإسلام، ويحقق تطلعات المسلمين في دوام الراحة والطمأنينة لهم في أداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة). فعندما نقرأ أخباراً من جميع أنحاء العالم عن المملكة فإنها تبدو للوهلة الأولى متناقضة، بالأمس تشيد كل صحف العالم بدور المملكة والجهود الجبارة التي تبذلها كل عام لاستقبال المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام، وفي اليوم التالي نجد أحكاماً وتأويلات وملابسات انعكاسية وتحويراً عجيباً. هل ادعاءات إيران وأساطيرها وخزعبلاتها تأخذ بها الصحف العالمية وتنشرها؟ نعم بكل تأكيد، لأن المملكة تعاني من هجمة شرسة تتطلب كماً هائلاً من وسائل ومناهج ومفاهيم لمكافحتها، ومواجهة الثنائيات العقيمة من الأقوال والأفعال التي تشوه المضامين وتزرع الفوضى. هذا وقد ذكرت صحيفة الإندبندت البريطانية أن أكثر من 3000 حساب وهمي على تويتر تهاجم المملكة وتحرض على الفتنة في المجتمع السعودي وهذه الحسابات تُدار من إيران والعراق ولبنان وهي تابعة للمخابرات الإيرانية، وقد تناقلت هذا الخبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحذر من التعاطي معها. فيما أكد قائد قوات أمن الحج والعمرة مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي:(ان أكثر من 100 ألف رجل أمن يقومون بمهامهم في يوم تعجل العديد من الحجاج، والجهات الأمنية في الحرم على استعداد كامل لاستقبالهم وإدارة تلك الحشود بكل حرفية وإتقان بإذن الله. واختتم حديثه مؤكدًا أن المغرضين يقولون ما يقولون ولكن يظل الواقع هو الواقع والمملكة تحرص على خدمة الحجاج من وصولهم إلى مغادرتهم إلى بلادهم والواقع يرد على كل التصريحات المغرضة التي تبذل وما زالت تبذل لخدمة حجاج بيت الله الحرام). إن المملكة تواجه أمماً تتغذى على العصيان وتتفق على أن الأقدار وجه آخر للأعذار، واستغلال كارثة منى وأرواح المسلمين الأبرياء لتصفية الحسابات السياسية من قبل نصر الله يعد تماشياً مع الموقف الإيراني.
مشاركة :