عمون - تقف شح السيولة المالية وتكاليف التشغيل، وضعف البرامج التحفيزية المساندة عائقا أمام استمرارية وإستدامة المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، وسط تداعيات جائحة فيروس كورونا. وأكد أصحاب مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر حصلوا على تمويلات من خلال صندوق التنمية والتشغيل ومصادر تمويل خاصة، أن الجائحة خفضت نسب مبيعاتهم، وسط عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية وتكاليف التشغيل ما دفع البعض منهم لإغلاقها أو تخفيض أعداد العاملين لديهم. وطالبوا بتقديم الدعم المالي الطارئ، وضرورة التواصل مع أصحاب القرار فيما يخص المالكين والمستأجرين لإيجاد الحلول المناسبة، وإعادة فتح القطاعات المغلقة وتقديم التوجيه والنصح لأصحاب المشاريع للاستفادة من تجربة جائحة كورونا في تسويق وتطوير منتجاتهم الكترونيا، وتسريع وتيرة إعطاء المطاعيم. وكان مجلس إدارة صندوق التنمية والتشغيل قرر وبناء على توجيهات رئيس الوزراء، تأجيل الأقساط المترتّبة على المقترضين من الصندوق لمدة ستة أشهر، دون أن تترتب عليهم أية فائدة أو مرابحة على الأقساط المؤجلة، إلا إذا رغب المقترض عدم التأجيل. ويبلغ عدد المستفيدين من القرار الذي ينتهي في نهاية شهر أيلول المقبل، 26 ألف مشترك، ما سيسهم في التخفيف من الأعباء المترتبة على المواطنين في هذه الظروف الاستثنائية التي تشهدها المملكة نتيجة استمرار جائحة كورونا. وأكد صاحب شركة تنظيم حفلات ومنسق زهور المهندس محمد العلوية، وهو احد المتضررين من أزمة فيروس كورونا، أن كلمة "ضرر" غير كافية للتعبير عما لحق قطاع تنظيم الحفلات وصالات الأفراح من خسائر، مشيرا إلى أن الجائحة دفعته للاستغناء عن بعض الموظفين لعدم قدرته على دفع أجورهم. ومن المشاكل التي واجهت المهندس العلوية، خلال الجائحة، قيمة الإيجار للمحل، مبينا عدم تعاون المالكين في تأجيل أو تقسيط الدفعات للتخفيف من وطأة الجائحة على المستأجرين، وسط غياب التعويضات والتسهيلات اللازمة من قبل الجهات الرسمية لدعم القطاع في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، بهدف تجاوز تبعات الجائحة وإعادته للحياة مجددا. وأضاف، أن الحظر الجزئي والشامل المستمر للقطاع أفقدته السيولة المالية اللازمة للاستدامة واستمرارية عمله رغم ثبات المصاريف، إضافة إلى مشكلة الشيكات المرتجعة، مبينا أن برامج الحكومة التحفيزية، والقروض الميسرة التي وفرها البنك المركزي، لم تنطبق الشروط على شركته. وطالب العلوية بضرورة تسريع وتيرة تطعيم الموظفين للعودة إلى العمل، وإلغاء الحظر الجزئي والشامل لتعويض الخسائر التي لحقت بالقطاع، ووجود خطة طارئة لمساندة القطاعات المتضررة لتتمكن من العودة للحياة الطبيعية. وقالت صاحبة مشغل لوحات فسيفسائية أمل الزبن، إن مشروعها الممول من قبل صندوق التنمية والتشغيل يعتمد في أساسه على السياحة، مشيرة إلى أن جائحة كورونا أثرت على مشروعها سلبا مما دفعها للتفكير بإغلاقه لعدم استطاعتها الاستمرار في العمل نتيجة الانخفاض الملموس في نسب المبيعات وتوقف نشاط الحركة السياحية. وأضافت أنها عانت من ضائقة مالية نتيجة لتراكم الإيجارات على المشغل، وصعوبة توفير المواد الخام وارتفاع تكاليفها خلال الجائحة، إضافة إلى صعوبة ترويج وتسويق منتجاتها الالكترونية نتيجة لعدم معرفتها باستخدام التسويق الالكتروني. وطالبت الزبن الجهات المعنية بتقديم الدعم المادي والتسهيلات مباشرة لقطاع السياحة ليتمكن من العودة لنشاطه، وتشجيع وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، وعقد دورات متخصصة بالتسويق الالكتروني وكيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في تعويض الخسائر والأضرار في الصيف المقبل. (بترا - وعد ربابعة)
مشاركة :