التقلبات السعرية تهيمن على النفط .. إغلاقات آسيا يقابلها ارتفاع الطلب الأمريكي

  • 5/20/2021
  • 23:52
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هيمنت التقلبات على أسعار النفط الخام ومالت إلى الاستقرار النسبي، بسبب ارتفاع الطلب الأمريكي، بينما يكبح الأسعار استمرار انتشار الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الهند وعدة دول آسيوية، ما أدى إلى عودة فرض قيود التنقل والإغلاق مرة أخرى. وارتفعت المخزونات النفطية بوتيرة أقل من التقديرات السابقة، لكنها جددت المخاوف على الطلب العالمي، حيث إن تراجع مخزونات البنزين يزيد الآمال في تسارع الطلب على الوقود بسبب موسم القيادة الصيفي وانتعاش حركة السفر في الولايات المتحدة. وتواصل مجموعة "أوبك+" تنفيذ القيود على المعروض النفطي مع زيادات تدريجية محدودة في الشهور المقبلة لتلبية ارتفاع الاستهلاك صيفا، حيث من المتوقع إضافة مليوني برميل يوميا إلى المعروض بحلول شهر يوليو المقبل. ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون "إن اتجاه تراجع أسعار النفط الخام لقي دعما من زيادة مخزونات الخام الأمريكية". وأوضح المختصون أن فرص ارتفاع أسعار النفط قوية خاصة مع تقييم شركات وبنوك دولية لسوق النفط العالمية بأنها متوازنة إلى حد ما، حيث إن فائض المخزونات النفطية قد استنزف بالفعل إلى حد كبير مع عودة الطلب واستمرار مجموعة "أوبك+" في الحفاظ على سقف مناسب لمستويات الإنتاج حتى في ظل تخفيف قيود الإنتاج بشكل أوسع في الشهرين المقبلين، ما يضيف مزيدا من البراميل إلى الإمدادات العالمية دون أن يهدد مستويات الأسعار الحالية. وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة "إن الضغوط السلبية على الأسعار عادت لتهيمن على السوق وتحد من المعنويات الإيجابية السابقة، ما تمثل على الفور في تراجع أسعار العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 5.2 في المائة"، مشيرا إلى نمو مخزونات النفط بمقدار 1.32 مليون برميل الأسبوع الماضي وهي أكبر زيادة منذ منتصف مارس الماضي. وأوضح أن قائمة العوامل التي تكبح ارتفاع أسعار النفط تشمل أيضا المخاوف من ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة. من جانبه، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة "إن هدوء وتيرة صعود الأسعار يعود في جانب منه إلى استعادة النشاط الطبيعي لخط أنابيب الوقود الأمريكي "كولونيال بايبلاين" الذي تعرض لهجوم إلكتروني أخيرا، وحدوث تعطل مفاجئ سرعان ما تمت السيطرة عليه، لكنه أثار الذعر في عمليات الشراء وفي القلق من تعطل الإمدادات في معظم أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة وساحلها الشرقي على مدى الأسبوع الماضي". وأشار إلى أن آثار الأزمة لم يتم علاجها بالكامل حتى الآن، حيث تسببت في قفزة في مخزونات الولايات المتحدة من الوقود في ساحل الخليج بأكبر قدر على الإطلاق على أثر توقف خط الأنابيب ثم تشغيله تدريجيا. وأضاف فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة أنه "على الرغم من ضغوط أزمة الوباء في الاقتصادات الآسيوية إلا أن السوق العالمية بشكل عام تحتفظ بقدر جيد من التفاؤل بسبب التوقعات الاقتصادية الإيجابية لأكبر الاقتصادات في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهو ما دفع خام برنت لفترة وجيزة إلى 70 دولارا للبرميل وارتفع غرب تكساس الوسيط فوق 66 دولارا هذا الأسبوع"، مرجحا أن تستعيد السوق الاتجاه الصعودي مع السيطرة على الوضع الوبائي في آسيا فى وقت قريب. وأشار إلى أن التراجعات السعرية تسهم فيها أيضا حالة جني الأرباح من قبل صناديق التحوط بعد مكاسب قياسية سابقة، عادا الضغوط الواسعة على الأسعار على الأرجح ستكون حدثا مؤقتا، ولا تزال احتمالية تعافي الأسعار كبيرة، منوها بالجهود المقدرة التي تبذلها مجموعة "أوبك+" في استعادة التوازن في السوق من خلال تدخلات مرنة وتقييمات شهرية لاختيار مستوى الإمدادات الملائم لتعافي الطلب. وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية "إن إعادة فتح اقتصادات بريطانيا والاتحاد الأوروبي ورفع قيود السفر في الولايات المتحدة تنبئ بالعودة قريبا إلى وتيرة صعود أسعار النفط الخام بفعل تنامي الطلب، خاصة في موسم الرحلات الصيفي، ما يثير الآمال في ارتفاع الطلب على الوقود مع إطلاق العنان للتنقل دون قيود بعد فترة طويله من كبحه". ونوهت بسرعة الولايات المتحدة في تجاوز أزمة نقص إمدادات الوقود في أعقاب الهجوم السيبراني على خط أنابيب الوقود، مشيرة إلى الدعم القوي لاستهلاك الوقود بعدما سجلت حركة السفر في المطارات الأمريكية أعلى مستوى منذ آذار (مارس) من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي عدد المسافرين الأحد الماضي 1.8 مليون مسافر - بحسب بيانات المطارات الأمريكية - كما ارتفعت حجوزات السفر في الصيف بنسبة 214 في المائة عن العام الماضي. وأضافت أنه "على الرغم من التفاؤل العام لا تزال هناك أسباب مختلفة للقلق، أبرزها ارتفاع معدل التضخم خاصة في الولايات المتحدة إضافة إلى استمرار تداعيات الوباء وتمسك الإدارة الأمريكية بإطلاق خطط التحفيز المالي والاقتصادي للقضاء على الأزمة بالكامل". من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، استقرت أسعار النفط أمس، بعد يومين من الخسائر، ما يعكس تبيان التعافي الاقتصادي العالمي من الجائحة، مع توقع استمرار ارتفاع الطلب الأمريكي، فيما أدت الموجة الثانية من فيروس كورونا في الهند إلى مزيد من القيود على التحركات. وارتفع خام برنت 11 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة إلى 66.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:57 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد نزول 3 في المائة الأربعاء، وزاد الخام الأمريكي 25 سنتا إلى 63.61 دولار للبرميل بعد انخفاضه 3.3 في المائة في الجلسة السابقة. وارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي مقابل توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة 1.6 مليون برميل، وانخفضت مخزونات البنزين مليوني برميل مقارنة بتوقعات بانخفاض 886 ألف برميل. هذا وأظهر ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين تم اختبارهم في الهند تعرضهم لفيروس كورونا، ما يشير إلى تزايد انتشار الفيروس مع ارتفاع عدد الوفيات اليومية إلى 4529. من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 65.95 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 68.39 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 67.46 دولار للبرميل.

مشاركة :