عيون ترى وتعي ما وراءها وعيون مغمضة تخشى ما يمكن أن تراه لو أنها تجرأت على رفع أجفانها، لذا اختارت أن تكون مغمضة حتى ولو عميت لأنها قد توجست مما هو أمامها ولربما خمنت عواقبه فتهربت من رؤيته! حاله استثنائية يعيشها الوطن مع بعض أبنائه في سباق لا اسم منطقيا له، لا يمكن أن تنتهي معه ما لم نكن أقوياء في حسم نتائجه! أبناؤه الذين تسرطنوا بعد أن تسرطنت أفكارهم ليتحولوا لمرض خبيث يهاجمه، من جهة، وأعداؤه الصفويون وأذنابهم من حوثيين وغيرهم من جهة أخرى. تجعله في حالة حرب قائمة على الجبهتين الداخلية والخارجية وهذه الحرب تستوجب التكاتف والاستنفار والحذر حتى لا تستنزفنا وتستنزف مواردنا ومبادئنا وحتى لا تشتتنا كسعوديين أو تمزقنا. لم يعد للين أو التهاون مجال ونحن نرى هذا التحول المخيف في بشاعة وغرابة ما تنتجه هذه الحرب المنحرفة لنا. من أعلن العداء لوطنه أيا كانت حجته أو سلاحه يجب أن يحاسب وتكسر شوكته وفي أسرع وقت حتى يكون عبرة لمن شابهه أو حاول ان يتشبه به. لم يعد للتناصح مجال وهم لا يستحون من رفع أسلحتهم في وجه الوطن وأبنائه ويستبيحون دماء حماته. التسامح معهم أيا كانوا في هذا الوقت هو ضعف، والتستر عليهم وعلى أفعالهم حتى ولو كان أملا في رجوعهم عما هم عليه هو خيانة وخطر. لأنهم اختاروا أن يكونوا ضد الوطن لا معه وأن يكونوا عوناً لأعدائه عليه فماذا نرتجي منهم بعد ذلك؟! نحن اخترنا أن نراهم صغارا مغررا بهم، وهم اختاروا أن يكونوا كبارا في عدائهم ومحاربتهم لوطنهم وأبنائه. فليكن لهم ذلك وليروا من وطنهم ما يستحقونه منه فلا حق لهم عليه بعد أن اعلنوا صراحة عداءهم له، وسعوا لتشتيته وإرباك أمنه، فهم كالكلاب المسعورة التي تعدي بسعارها كل من تقترب منه. لا تعاطف ولا تهاون ولتكن حالنا معهم مثل حال راضي العنزي الذي رضي بما ابتلاه الله به من قتل ابنائه لابن عمهم وتضحيتهم به ارضاء لأعداء الوطن لكنه لم يخجل ولم يتردد من التبرؤ منهم ومن فعلهم وهم ابناؤه الذين رباهم وامل منهم أن يكونوا ناجحين في وطنهم محبين له لكنهم خيبوا ظنه وآذوه مثلما آذوا وطنه. التردد والتسويف لن يفيدا في الأمر شيئاً مع هؤلاء الشباب المجندين بوعي منهم لأنهم يرونه ضعفا ويستغلونه ليزداد عددهم ويقوى فعلهم ويزداد معه اجرامهم وقتلهم. رفعوا راية الإسلام ولم يراعوا حرمته ولا حرمة أشهره استباحوا القتل مثلهم في ذلك مثل من كان خارجه. فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ابتلينا بتطرفه وخداعه وجرائمه.
مشاركة :