حيلة من لا حيلة له في التعليم! - د. شروق الفواز

  • 12/13/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

الإخلاص في العمل والتفاني فيه صفة حميدة ومرغوبة في أي بيئة عمل، قد يدمن عليها البعض وقد يرى المحبطون انها عديمة فائدة أو غير منصفة في بعض أنظمة العمل. كيف ينظر المرؤوس لرئيسه، والرئيس لمرؤوسه، وما ينتظره منه من اخلاص او حرص هما نقطة الاختلاف دائما. مؤخرا تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبرا عن مديرة مدرسة أرغمت جميع معلماتها على الانضمام في مجموعة خاصة على برنامج (الواتس أب) ليتسنى لها مراقبة من هي نشطة في وسيلة المحادثة هذه في أوقات الحصص لمنعها من الانشغال بذلك أثناء الحصص! هل كان في ذلك رغبة في السيطرة واختراق للخصوصية ؟ هل هو قائم على عدم الثقة في احترام المعلمات لوقت الدرس، أم انه مبني على تجارب لمعلمات مهووسات بهذا البرنامج يزاولن الحديث فيه أثناء العمل؟ ثقافة آداب العمل وحقوقه كانت ولاتزال مهمشة لدينا في معظم بيئات العمل وتظهر جليا في علاقة الرئيس بمرؤوسه وكيف يقيم أداءه ويراقبه. وضبابية هذه النقطة المهمة في بيئات العمل المختلفة داخل المملكة العربية السعودية هي التي أنتجت ثقافة رائجة في عدم احترام العمل وحقوقه وضمان خصوصية الموظف المكلف بمهامه والثقة في أدائه. احترام العمل والوقت المكلف فيه بأداء هذا العمل هو تربية ينشأ عليها المجتمع من خلال تكريس ذلك في التعليم الابتدائي وما يلحقه بعد ذلك من مراحل. وتلقينه في كلام يسرد على مسامع الطلبة بدون أن تطرح آلية لترسيخه في وجدانهم لا يمكن أن يثمر بما هو مرجو منه. حملة الشهادات أيا كانت درجاتها وتخصصاتها لا يمكن أن يكونوا فاعلين في عملهم بدون احترام وقت العمل والجدية فيه. المعايير التي وضعناها لمعظم بيئات عملنا هي في تقييد الحضور والانصراف لكن ماذا يتخلل هذا الوقت من التزام هذا هو نقطة الاختلاف، وقد يكون هو الدافع لتلك المديرة التي لجأت لهذه الحيلة لأنها لم تجد حيلة أخرى أو طريقة لضبط تعامل معلماتها مع الهواتف الذكية وما توفره لهن أو تجبرهن عليه من تواصل وتواجد مستمر في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي وبجدارة قضت على الملل داخل العمل وقضت على خصوصية وقته وربما إنتاجيته معا. هذه القضية التي قد يرى البعض فيها وسيلة تسلط من مديرة على معلماتها في بيئة عمل نسائية متهمة دوما بسوء الإدارة تعكس واقعا حقيقيا ومشكلة حاضرة في كل بيئات العمل وإن كانت أكثر حساسية في التعليم. وهي انعدام الثقة في جدية العمل وعدم احترام مهام العمل واولوياتها في ظل نظام عمل قائم على ضبط الحضور والانصراف كمعيار أساسي في الجودة وهنا مربط الفرس!

مشاركة :