ربما مع صدور هذا العدد من الصحيفة تكون قد صدرت حزمة أوامر تقضي بتعيين مديرين لعدة جامعات حكومية ما زالت تنتظر منذ «مبطي». ولعّل من أقدم المنتظرين جامعة المؤسس (ومن قبلها جامعة جدة التي تنتظر أول مدير فعلي لها) إذ مضى على انتهاء تكليف مديرها الدكتور أسامة طيب قرابة 10 شهور. ولأن جامعة المؤسس ضخمة بكل المقاييس العددية والإنشائية والمادية، فإن بقاء مديرها الحالي مكلفاً لا يساعد في استقرارها ومواصلة نموها بقدم راسخة، فالمكلف يواجه دائماً استحقاقات مرحلة مؤقتة قد تنتهي في أي لحظة. وبالتالي فهو يتردد في اتخاذ القرارات اللازمة لإجراء ما يحسبه نقلات نوعية أو خطوات تطويرية أو إصلاحات ضرورية. ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء عندما كُلفّ وزير العمل آنذاك المهندس عادل فقيه بحقيبة الصحة، فشرع في اتخاذ قرارات جوهرية تتوافق مع رؤيته في العمل وفلسفته في الإدارة. وما كادت العجلة تدور حتى تم تعيين وزير جديد برؤية مختلفة وفلسفة متباينة. صحيح أن المكلف يتخذ يومياً عشرات القرارات، لكن جلّها يدخل في بند (تصريف الأعمال) المعتاد. وصحيح أن له كافة الصلاحيات، لكنها صلاحيات مقيدة بالقلق والترقب وانتظار القرار الكبير. أعود إلى جامعة المؤسس، ومديرها المكلف حالياً الدكتور عبد الرحمن اليوبي، وهو الذي مارس العمل الإداري فيها قرابة 15 سنة على مستوى الإدارة العليا عندما عُين وكيلاً للجامعة ثم وكيلاً للشؤون التعليمية، فهو إذاً صاحب تجربة ثرة وخبرة وافرة، وهو ممن علم شعاب الجامعة ووديانها ورجالها والعاملين فيها والخاملين، والصادقين والمتزلفين. وهو من بعد ذلك كله قائد يجيد فن كسب القلوب، كما يتقن مهارة صناعة الحلول، تسبق لاءه نعمُ طالما صبّت في مصلحة الجامعة وخير الفرد. وأحسب أني لست بالمغرد خارج السرب حين أذكر هذه الصفات القيادية الفذّة التي يمتاز بها الدكتور عبدالرحمن اليوبي، وإنما أظنه رأي الأكثرية في جامعة المؤسس لو أن لهم رأياً. كل ذلك لا يقلل من قدر بقية الزملاء وكلاء الجامعة الآخرين، وعلى رأسهم أقدمهم الزميل القدير الدكتور عبدالله بافيل. salem_sahab@hotmail.com