أشجار القرم تم تأريخها منذ العصر الإغريقي فقد كتب العالم الإغريقي (ثيوفراستس) الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد عن بعض الفوائد الطبية لهذا النبات ومميزاتها التاريخية، وتعيش بها اندر الطيور والحيوانات البحرية فوجودها في مملكة البحرين ميزة بيئية طبية تاريخية مقدسة لدى الشعوب والعالم أجمع والمهتمين بالحياة الفطرية، وعليه تستوجب الوقوف على الحفاظ عليها فحالياً توجد في منطقة دوحة عراد وتم حمايتها بشكل مرتب في دوحة عراد من قبل المجلس الأعلى للبيئة. ولكن موضوعنا اليوم من المؤسف جداً الإهمال والتعدي بسبب الدفان الذي طالها في منطقة خليج توبلي سابقاً والخوف من الدفان مستقبلاً وهي البقعة الكبرى لوجود هذه الأشجار التاريخية، بل كانت غابة أشجار طبيعية في البحر في المياه السوداء المحمية بموجب اتفاقية (رامسار) وهي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والبيئي التي تنبت بها هذه الأشجار وأيضًا محمية طبيعية بموجب حمايتها استناداً الى قانون 53 لسنة 2006 باعتبار خليج توبلي منطقة محمية طبيعية وبموجب المادتين الأولى والثانية مادة 1 يعتبر خليج توبلي منطقة محمية طبيعية من الفئة الثانية (منتزه وطني) بحسب التصنيف الدولي للمحميات، وتتملكه الدولة بأكمله، ويخضع لإشراف الجهة المعنية بإدارة المحميات الطبيعية. مادة 2 توقف جميع أنواع الدفان والردم في خليج توبلي ويحدد خط الدفان النهائي للخليج على أن يكون خطا متعرجا، وهو الخط الذي يؤمن مساحة إجمالية للخليج تقدر بنحو 13.5 كيلو متر مربعا . واليوم نرى هناك الإهمال والمخالفات عديدة تطال هذه المحمية الطبيعية بموجب القانون ومنها كالتالي: 1. رمي بعض مخلفات البناء والأوساخ في خليج توبلي. 2. عدم تسوير الجزء الشمالي للمحمية الطبيعية مما يعرضها لخطر دخول العموم لاقتلاع أو سرقة بذورها. 3. عدم وجود اللوحات التحذيرية برمي القاذورات والمخلفات بالبحر أو لا سمح الله بالقيام بعملية الدفان غير القانوني لحماية هذه المنطقة المحمية بموجب القانون. 4. عدم وجود حراسة لهذه المحمية الطبيعية. 5. تدفق مياه الصرف الصحي من محطة توبلي للصرف الصحي وهذه المياه غير الصالحة منبعها وموقع أنبوبها بالقرب من المحمية الطبيعية بموجب القانون مما يعرض أشجار القرم هذه لخطر واضح لتهالكها وإنقاص رقعتها وموتها تدريجيا مع الوقت. 6. منع تصاريح الدفان المستقبلي أو رمي المخلفات على سواحل البحر. نأمل بسبب النزوح العقاري والدفان زراعة ما تم فقدانه من هذه الأشجار والعناية بما تبقى وأمنيتنا أن نرى متحفا للطبيعة لتاريخ أشجار القرم بالقرب من هذه الغابة الجميلة لرفع اسم مملكة البحرين الحبيبة.
مشاركة :