يبدو أن جماعة الإخوان قررت أن تستغل الميليشيات المسلحة الموجودة في ليبيا، كصحان طروادة جديدة للسيطرة على حكم ليبيا، عبر دفعها لإثارة الفوضى، وتقويض جهود إحلال السلام في البلاد. الميليشيات الموجودة في ليبيا، أصبحت تمثل تهديدا صريحا للسلم الأهلي في البلاد، بعد أن بدأت تمارس جرائم جنائية منظمة، منها خطف الناشط منصور عاطي، الصحفي، ومدير فرع جمعية الهلال الأحمر الليبي بمدينة أجدابيا. منظمة حقوق الإنسان الليبية أدانت تحركات الميليشيات، وأعربت عن انزعاجها جراء زيادة ظاهرة الاعتقال التعسفي، والخطف، التي تطول العاملين في ميدان العمل الإنساني، والمجتمع المدني، وانتهاك حق حرية الرأي والتعبير. اللجنة طالبت مكتب المحامي العام بنغازي ومديرية أمن أجدابيا بفتح تحقيق شامل في الواقعة، والتدخل العاجل للكشف عن مصيره ومعرفة مكان احتجازه، وإطلاقه فورا، محملة الخاطفين مسؤولية سلامته. كما حثت اللجنة السلطات المختصة على اتخاذ تدابير عاجلة وفعالة للحد من الخطر الذي يحيط بالفاعلين في ميدان العمل الإنساني والمجتمع المدني، والتحرك العاجل لوقف هذه الممارسات والانتهاكات، كما حملت السلطات المختصة أيضا مسؤوليتها القانونية والوطنية والإنسانية للوفاء بالتزاماتها تجاه حماية الحقوق والحريات العامة، وضمان سلامة وأمن المواطنين بشكل عام والصحفيين والإعلاميين والمدونين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان بشكل خاص. بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أدانت هي الأخرى عملية اعتقال حسن الفغل، رئيس اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي بقصر الأخيار، مشددة على أن هذه العملية تمثل انتهاكا صارخا للقوانين والالتزامات الدولية، وتشكل تهديدًا خطيرًا للاستقلال المؤسسي. وبحسب بيان على صفحتها بموقع «فيسبوك»، أبدت البعثة الأممية قلقها إزاء اعتقال الفغل على أيدي المليشيات، داعية النيابة العامة إلى إجراء تحقيق سريع وشامل وشفاف، حول هذا الحادث. وأرجع طه علي الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، هذه الجرائم إلى هشاشة الوضع الأمني في بعض المناطق الليبية، نتيجة سيطرة المليشيات. وأشار إلى أن هذه الهشاشة الأمنية ستؤثر بصورة كبيرة على تحقيق المصالحة الوطنية، والمضي قدما في تنفيذ بنود خريطة الطريق، وتنظيم الانتخابات، مطالبا بالتصدي الحاسم لهذه المليشيات، بعد أن اتضح أنها تسعى لإشعال الحرل الأهلية مرة أخرى في البلاد. ولفت علي إلى أن جماعة الإخوان تريد أن تستخدم المليشيات مطية للعودة إلى المشهد السياسي مجددا، بعد أن تقوض جهود إحلال السلام، التي اتضح أنها تسير عكس تيار الجماعة.
مشاركة :