ثمة ظروف مناخية وبيئية توجب تحديث المعايير اللازمة لتخزين ونقل وتوزيع الادوية للحد من تأثير التقلبات المحتملة للظروف المحيطة خلال عملية التوزيع والنقل. وتطبيق معايير التبريد من متطلبات التصنيع الدوائي الجيد والذي ينعكس إيجابا على حماية السوق من الادوية المقلدة او غير الصالحة وضمان امان وفعالية وجودة الدواء المتداول بمختلف اشكاله الصيدلانية.. كذلك يتفق المهنيون ان ضمان الجودة يتطلب تضافر كافة الاطراف المعنية في هذا المجال، (الشركات الصانعة والموزعين وشركات الشحن) ما يستدعي ضرورة الالتزام بتطبيق مبادئ التبريد اثناء عملية التخزين والتوزيع للادوية. وحتما نحتاج إلى الخبرات في تبريد وحفظ الادوية المنقولة للبلد كما نحتاج خضوع الأدوية المستوردة من الخارج لفحوصات أو وجود ضمانات لاستمرار فعاليتها حتى وإن تعرضت لبعض الظروف لعدة ساعات، اضافة الى الدور الرقابي الذي أراه ضعيفا، وهو الدور الذي نتطلّع إليه لضمان وسلامة الدواء والغذاء. فضمان جودة وفعالية الدواء هو هدف كل الهيئات المشرفة على الصحة في كل بلدان العالم من اجل حصول المريض على دواء فعال، وعليه نتوقع أن نرى تشريعات وقوانين جديدة. ونفور المستهلك، أو لنقل عدم ثقته في استراتيجية نقل وتخزين الدواء في بلادنا يظهر جليا في حديث القادمين من أوروبا هذه السنة. ففي لندن مثلا يجمع السعوديون كميات كبيرة من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة، كذلك مواد التجميل ويحضرونها معهم إلى الوطن، لدرجة أن صيدلية في منطقة يكثر فيها الخليجيون رفضت بيع أكثر من علبة لكلّ مشتر، خوفا من نفاد الكميات، حيث التزويد مُبرمج. والأرفف خالية من دواء مُسكّن معروف. وهذا يدلّ على أن الثقة معدومة في المعروض داخل المملكة. ورأيتُ بعض المسكنات المشتراة من لندن ك "هدايا"، جلبها القادمون لأصدقائهم وأقاربهم. كل علبة دواء تُحدد 25 درجة مئوية كدرجة حرارة دنيا لحفظ أو لنقل الدواء، فهل يجري هذا؟ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :