تتعرض بعض الأجهزة الحكومية للنقد بسبب تأخر مشروعاتها. وعندما تنجز يتضح وجود أخطاء ونواقص وملاحظات لكن فرحة الانجاز تؤجل تسليط الضوء عليها. الملاحظ أن التركيز ينصب على عامل الوقت وليس هناك حديث استباقي حول تفاصيل المشروع الا ما يصدر عن الجهة صاحبة المشروع من أخبار وتصريحات وهي عادة ترفع سقف التوقعات الأمر الذي يسبب الاحباط بعد اكتشاف النواقص والأخطاء، ومقارنة ذلك بتكلفة المشروع. بعض المشروعات الانشائية تنجز في الموعد المحدد ثم تبرز ملاحظات منها على سبيل المثال أخطاء في تصميم مواقف السيارات، وعدم وجود خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتدني مواصفات المواد الصحية، وعدم ملاءمة تصميم المبنى لطبيعة العمل، وأحيانا عدم قدرة المبنى على استيعاب الموظفين. وفي بعض الحالات يتأخر انجاز المشروع الانشائي مثل المطارات ثم لا يأتي بالشكل المطلوب ويتضح بعد الاستخدام وجود خلل وعيوب جوهرية. ومن الأخطاء أيضا أن يقع الاختيار على موقع معين وبعد انجاز المشروع تكون الظروف قد تغيرت وأصبح الموقع غير ملائم. الحالة الأخيرة تنطبق على صالة المعارض في الرياض بموقعها الحالي في حي الواحة. ومن الأخطاء انشاء مشروعات أو برامج جديدة دون التنسيق بين الجهات ذات العلاقة. هل يمكن مثلا أن يطبق نظام ساهر دون التنسيق بين المرور ووزارة النقل والبلديات؟ أو لو أن تقييم برنامج الابتعاث يتم دون مشاركة وزارة التخطيط ووزارة العمل ووزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية. التنسيق مهم جدا لتحقيق التكامل، والابتعاد عن اسلوب اللوم وتبادل تهم التقصير بين الأجهزة كما حصل في حوادث حفر الصرف الصحي. التنسيق يحقق المشاركة والمشاركة تحقق الالتزام. حتى داخل المنظمة الواحدة قد تحقق احدى الادارات انجازا تكون نتيجته هدرا للجهد والمال حين يأتي التنسيق متأخرا ويتضح أن ما أنجزته هذه الادارة موجود أساسا في ادارة أخرى. إن نجاح أي مشروع لا يجب أن يقاس فقط بمعيار الزمن فنحن لسنا في سباق لتحقيق أرقام قياسية. الوقت مهم ولكن من الأفضل أن يتأخر الانجاز ويكون حسب التطلعات والامكانات والاحتياجات. لا نريد التسرع في الانتهاء من مشروع معين لغرض اعلامي على حساب الجودة. أو التسرع في تنفيذ برامج معينة ثم يتضح أن جهة أخرى تنفذها. من المؤكد أن العامل الزمني مهم كما في قضية الإسكان لكن المواطن يهمه أيضا مستوى التنفيذ. وفي بعض المشروعات يمكن اختصار الزمن بالاستفادة من تجارب ناجحة في دول أخرى كما في مشروعات التأمين الصحي، ومشروعات القطارات، وخدمات المطارات، وانشاء المباني المدرسية وغيرها. نقل التجارب الناجحة هو نجاح بحد ذاته وهذا لا يعني الاستنساخ الكامل. بعض التجارب تحتاج الى شيء من التعديل حتى تتكيف مع الاحتياجات والظروف المحلية.