المال .. السر وراء نجاح القوة الناعمة للصين في أمريكا

  • 6/16/2021
  • 11:22
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من الملاحظ أن الجانب الأكثر إثارة للإهتمام في العلاقة الأمريكية الصينية هو أنه يبدو أن الطبقة الحاكمة والنخب في أمريكا يساعدون في بعض الأحيان في الاحتفاء بما تحققه الصين من صعود. يمثل هذا الاتجاه محور تحليل أعده الكاتب الصحفي بيدرو جونزاليز مساعد رئيس تحرير موقع "أمريكان جريتنس" الإخباريونشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية. وأشار بيدرو جونزاليز في البداية إلى مقطع فيديو نشره موقع "ويبو" الصيني للتواصل الاجتماعي يظهر فيه الممثل الأمريكي والمصارع المحترف جون سينا وهو يقول "أنا آسف حقا .. يجب أن تفهموا إني أحب الصين واحترمها". وكان المصارع ارتكب خطأ عندما أشار إلى تايوان كدولة في مقابلة ترويجية وقد أدى هذا إلى تحوله من رجل يبلغ طوله 6 قدام ووزنه 250 رطلا إلى قطة صغيرة تقدم اعتذارا وانضم جون سينا بذلك إلى سلسلة طويلة من نجوم أمريكا البارعين الذين لم يراعوا أمورا حساسة بالنسبة للصين وبينهم داريل موري الذي كان مدير عام لريق "هيوستون روكيتس" للسلة عندما غرد عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وأعرب عن تأييده للاحتجاجات من أجل الديمقراطية في هونج كونج في 2019. وحذف موراي تغريدته المسيئة ونأى مالك فريق "هيوستون روكتس" تيلمان فيرتيتا بنفسه عن القنبلة القابلة للانفجار. وقام اتحاد كرة السلة في الصين بتجميد العلاقات مع "هيوستن روكيتس" بسبب التصريحات غير اللائقة كما سحب "بنك شنغهاي بودونج للتنمية" دعمه للفريق الأمريكي وبحلول أكتوبر 2019 انتشرت شائعات بأن بكين طالبت بإقالة موري. واستعرضت الصين عضلاتها على مدار عدة أشهر لتعرب عن استيائها إزاء موري. وبعد عام أي في أكتوبر 2020 أعلن موري استقالته وقوبل ذلك بترحيب حار في الصين. وأوضح جونزاليز أن العلاقات التجارية بين هوليوود والفرق الرياضية والشركات في أمريكا تضع، على نحو متزايد، مجموعة واسعة ومتزايدة من المصالح تحت سيطرة الصين، ويقول إن هذا المشروع الاستعماري بالأساس يأتي مع رقابة تخنق حتى أي نوع من النقد البسيط لبكين. ويرى الكاتب أنه يبدو أن أن الحكومة الأمريكية تدعم تلك الرقابة. ومؤخرا كشفت بيانات جمعها باحثون مستقلون أن معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين والذي يقع في القلب من مسألة منشأ فيروس كورونا وتفشيه تلقى منحا اتحادية من منظمة "إيكو هيلث أليانس" الأمريكية غير الربحية والمعنية بحماية الإنسان والحيوان والبيئة ضد الأمراض المعدية. وكانت "الديلي ميل" البريطانية ذكرت أن "المنظمة الأمريكية غير الربحية التي أنشئت للبحث في الأمراض الجديدة قدمت أيضا تمويلا جزئيا لتجارب أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة المثيرة للقلق للجدل الشديد حيث يتم تحويل الفيروسات الخطيرة لتصبح أكثر عدوى من أجل التأثير على الخلايا البشرية". وتلقت منظمة "إيكو هيلث أليانس" 123 مليون دولار من الحكومة الأمريكية. وقدمت وزارة الدفاع الأمريكية 39 مليون دولار للمنظمة منذ 2013 ولم يتضح مقدار ما انتهى به المطاف من هذا المبلغ إلى معهد ووهان. ورغم ذلك أشار الباحثون إلى أنه في الفترة بين 2017 و 2020 شملت المنح من البنتاجون 6.5 ملايين دولار جاءت تحديديا من وكالة الحد من التهديدات الدفاعية تحت وصف : فهم أخطار ظهور الأمراض حيوانية المنشأ التي تنقلها الخفافيش في غرب آسيا. وحتى بعد حظر "أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة" في 2014 من قبيل المفارقة بسبب مخاوف من أنها قد تؤدي إلى اندلاع جائحة استمرت "إيكو هيلث أليانس" في توفير التمويل عبر ثغرات. ويبدو أن رئيسها بيتر دازاك قاد حملة شرسة لإسكات الدعاوى بشأن نظرية تسرب فيروس كورونا من مختبر في ووهان. وفي فبراير نشر دازاك خطابا في دورية "ذا لانسيت" الطبية بعدما أقنع 20 عالما بالتوقيع عليه مما زاد على من التكلفة المهنية لاقتراح تسرب كورونا من مختبر ووهان. كما أغدق دازاك الثناء على جهود الصين في احتواء الوباء. وأخيرا انضم إلى فريق من الباحثين كلفته منظمة الصحة بتحديد أصل الفيروس. وقال جيمي ميتزل الذي كان مسؤولا في إدارة بيل كلينتون إن تعيين دازاك ضمن فريق منظمة الصحة شكل تضاربا ضخما ومخزيا للمصالح. وأوضح أن المنظمة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالصين مكنت رجلا لديه مصالح مالية وأخرى متعلقة بالسمعة في تقويض مصداقية النظريات المتعلقة بتسرب الوباء من مختبر ووهان. ولم تكن البنتاجون الجهة الوحيدة التي ترسل أموالا إلى الصين. فقد أشار الباحثون إلى أن "إيكو هيلث أليانس" تلقت 7.64 مليون مليون دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و 13 مليون دولار من وزارة الصحة الأمريكية والتي تشمل المعاهد الوطنية للصحة والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. كما ظهرت وثائق تكشف إرسال وزارة الأمن الداخلي 2.3 مليون دولار ومؤسسة العلوم الوطنية 2.6 مليون دولار. كما ظهر في الأونة الأخيرة أن مستشاري الاقتصاد تمكنوا من إبعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مواجهة خبير الأمراض المعدية الأمريكي البارز أنتوني فاوتشي بشأن تمويل معهد ووهان لأبحاث الفيروسات. والإدارة الأم للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الذي يرأسه فاوتشي هي وزارة الصحة. ويقدر إجمالي ما أرسلته "إيكو هيلث أليانس" من أموال حكومية أمريكية من المعاهد الوطنية للصحة في أمريكا إلى مختبر ووهان بنحو 3.4 مليون دولار. ولكن كبار المستشارين الأمريكيين وبينهم كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين لاري كودلو جاهدوا ضد فكرة مواجهة فاوتشي والمطالبة بمساءلة الصين. وكما كان الحال مع هوليوود و رابطة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين لعبت أموال الحزب الشيوعي الصيني دورا في هذا الشأن. علاوة على ذلك كشفت الصحفية الشهيرة شاري ماركسون الحائزة على عدد من الجوائز أن دوائر الاستخبارات لجأت إلى مشورة دازاك ضمن سعيها لتحديد طبيعة ومنشأ الوباء وإلى أطراف مهتمة أخرى ونشر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية بيانا يفيد بأنه ليس من الممكن أن يكون فيروس كورونا جرى تخليقه.

مشاركة :