في مثل هذا اليوم 18 يونيو 1805، تولى محمد على ولاية مصر، بعد ولاية خورشيد باشا الوالي العثماني وذلك رغبة من الأهالي وطلبا من محمد على تولي السلطة حين عم الفساد والظلم وقيام ثورة الشعب ضد الوالي حيث اجتمع علماء الدين بالأزهر الشريف واضربوا عن القاء الدروس واحتشد الناس في الشوارع والميادين وبدأت المفاوضات مع خورشيد للرجوع عن الانتهاكات من قبل الأهالي فيما يخص مقدراتهم في فرض الضرائب والغلاء وانتهاك حقوقهم، ولكن المفاوضات فشلت، فاختار الشعب محمد على باشا واليا عليهم. وبدأ فترة حكمه في حرب ضد المماليك والإنجليز إلى ان خضعت مصر له كاملة ووسع مدارك الدولة وفرض ولايته أيضا جنوبا بضم السودان وهاجم الدولة العثمانية وحاربها وكاد أن يسقطها، خلال فترة حكم محمد على، استطاع أن ينهض بمصر عسكريا وتعليميا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة. ويعد محمد على باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وذلك بسبب إصلاحاته التي قام بها في شتى المجالات بعد استطاعته السيطرة عليها، واستطاع من خلال براعته ومهارته السياسية التحكم في مفاصل الدولة بشكل عام في ذلك الوقت واستصدار فرمان بتعيينه خديوي على البلاد، وشملت إصلاحاته مختلف أركان الدولة، حيث قام بتحديث الجيش المصري في فترة قصيرة بالاستعانة بالخبرات الأكاديمية الأوروبية وإرسال الكوادر المصرية في بعثات للتعلم في تلك الدول، وتنمية القطاع الزراعي بمصر وزراعة القطن طويل التيلة وزيادة الرقعة الزراعية. كما قام محمد على بإنشاء مصانع لدبغ الجلود وتصنيع السكر محليا، مما أدى إلى تخوف البريطانيين من تلك الأنشطة الاقتصادية لتهديد مصالحها المباشرة في تسويق منتجاتها في مصر واستخدامها كمعبر بري للوصول إلى الهند. وتوفي محمد على في 1849م، بعد أن تنازل عن السلطة لولده إبراهيم في عام 1848م بعد ظهور أعراض الشيخوخة عليه وعدم قدرته على إدارة البلاد.
مشاركة :