الأمل سبيل البناء.. بقلم: محمد بن دينه

  • 6/18/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من الطبيعي أن يكون الأمل ، وقودا لحياة متجددة ، تتخذ مراحل متنوعة قد تتداخل معا وتشوبها المنغصات في بعض الأحيان ، ولا نبالغ إن قلنا إن الأمل هو باعث السعادة وأساسها المتين ، طالما كان مبنيا على معطيات ومعبرا عن روح سوية وفكر مستنير ، لذلك قالها الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا بكل وضوح «الأمل ليس حلماً ، بل طريقة لجعل الحلم حقيقة «. لكن واقعنا الإعلامي ، يسير في حالات كثيرة عكس التيار. فالمتابع لوسائل الإعلام ، يجدها في حالات كثيرة لا تعكس واقعا تعيشه مكونات المجتمع ، رغم أن الإعلام نبض الشارع وهناك دور واضح للقائمين عليه ومن يمارسونه في ضبط المزاج العام بالمجتمع. وإذا كنا بحاجة إلى النقد البناء وكشف أوجه القصور والمخالفات والتجاوزات ومعالجتها ، فإنه من خلال متابعتي الدقيقة لأغلب ما تكتبه الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، من مقالات وأخبار ومواد صحفية ، نجدها تعمل في اتجاه زيادة المشهد قتامة من دون أن تترك الباب مواربا حتى لــــــــ «بصيص من نور « ينعش حياتنا ويمنحنا الأمل ، رغم حاجتنا الماسة في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لـ»بصيص الأمل « هذا بل ولمرايا تزيد انعكاساته في أرجاء المجتمع. ولذلك نتساءل : لماذا لا نكتب بإيجابية ، ونكتب عن الفرح وقصص النجاح ؟ لماذا لا تكون لغة الأمل والتطلع لمستقبل أفضل ، اللغة السائدة ؟ للأسف الشديد لم نعد نتحدث عن النجاح ، بقدر ما نتحدث عن الإحباط والفشل. وصرنا نغفل الإيجابية ونتعاطى بسلبية مع أي ظرف في مجتمعنا. ورغم أن الحياة تبنى من قناعات الإنسان ، فإن هناك الكثير من المفاهيم التي تغيرت في مجتمعنا للدرجة التي خسرنا فيها قناعتنا بالأشياء. ومع ذلك ، يبقى الأمل والطاقة الإيجابية سبيلا للبناء ، إذ يكفي أن نعرف مثلا أن المخترع الأمريكي توماس ألفا أديسون والذي كان أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ ويمتلك 1093براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه ، لم يحركه في حياته سوى الأمل والتفاؤل ، وهو ما جسده بقوله «سقوط الإنسان ليس فشلا ولكن الفشل أن يبقى حين يسقط «. ولذلك فإن هذه دعوة منا للبحث عن التفاؤل والفرح ، وليست أبدا لنغفل تسليط الضوء على السلبيات ومعالجتها ، بل نتمتع بإيجابية حين المعالجة والتقويم ، تكون لدينا الطاقة الإيجابية اللازمة ، والتي يجب أن يكون مصدرها أصحاب الأقلام والمنابر من أجل إنعاش المزاج العام والمساهمة في التغلب على الروح السلبية التي أدمنها كثيرون ولم يعد لديهم سوى نصف الكوب الفارغ .

مشاركة :