الحوثيون بشهادة ناطقهم - د. محمد ناهض القويز

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر الحوثيون أنفسهم الأحق بحكم اليمن. ركبوا قطار الثورة وبدأوا بمطالب معقولة كحرب الفساد والعدل في التنمية، ونادوا بالشراكة الحقيقية بين أبناء اليمن. صدقهم كثير من أبناء اليمن عامتهم ومثقفيهم فانخرطوا في صف الحوثيين. ولكن الحوثيين لم يرضهم أن تكون هناك مشاركة فقاموا بحرب مدمرة واجتاحوا المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى حتى تم إيقافهم على أبواب عدن ومحاصرتهم في صنعاء والحديدة وعمران وصعدة. كل هذا معلوم ولكن ما لم يكن معلوما لشركائهم أن الحوثيين ليسوا سوى عصابة تحاول الاستفراد بالحكم تقتل المعارضين وتغلق الصحف والمحطات التي تنقد برفق وتسلب المواطنين أموالهم. وهذا ما حدا بالعاقل من أنصارهم إلى التبرؤ منهم وتشريحهم بما لا يسرهم. سأكتفي بنقولات من السياسي والإعلامي المشهور علي البخيتي الناطق السابق باسم الحوثيين والعضو السابق في المجلس السياسي لأنصار الله بعد أن نهبوا بطاطينه وأغراضه الخاصة. يقول علي: قلت لكم إن كل واحد سينتظر حتى يتم نهب بطانياته ليعرف مستوى الانحطاط الذي وصلت اليه سلطة الحوثيين القمعية. ها هو حزب المؤتمر الشعبي العام ووسائل اعلامه يتم استهدافهما من الحوثيين.. لا يريد الحوثيون شركاء، يريدون اتباعاً فقط. لم يميزوا بين علي محسن، وبين أحمد فتحي، كلهم غنائم بالنسبة للحوثيين، تلك مشكلتنا معهم، لم يتصرفوا كسلطة دولة، بل تصرفوا كعصابة، ونحن ومؤسسات الدولة غنائم.. ليس بيني وبين الحوثيين خلاف على ميراث، أعارض سياستهم بالكلمة والحرف، ومع ذلك يستكثرون ذلك علينا.. لدي يقين من أن سلطة الحوثيين ستسقط في حال لم يتم التوصل الى تسوية سياسية خلال الأشهر القادمة معروف أن ما يدركه المثقفون قد يغيب عن العامة لسنوات. وهذا أشد في تلك المدن التي لايزال الحوثيون يسيطرون عليها، خصوصا عندما يُحصر مصدر معلوماتهم بقناة التزييف والكذب قناة المسيرة. هناك من يسير مع الحوثيين وهو مدرك لطبيعتهم وهذا لايهمنا كثيرا، الذي يهمنا هو ذلك المخدوع بشعاراتهم التي لم تحتمل الرأي المخالف من معسكرهم. بقي أن أختم بمقالة حكيمة لعلي البخيتي قال فيها: أنصار الله "الحوثيون" في حروبهم الداخلية وتوجهاتهم وخياراتهم السياسية بايجابياتها وسلبياتها لا يمثلون المذهب الزيدي ولا يمثلون كل ابناء المنطقة من ذمار الى صعدة، فلسنا في بصيرة أحد، هم فقط يمثلون المنتسبين للحركة.. الدين لله والوطن للجميع، والأطراف السياسية وحدها تتحمل نتائج أفعالها وخياراتها السياسية، ولا يجوز إلصاق خياراتها وأخطائها بمنطقة ولا بمذهب. أعلنوا معي جميعاً البراءة من أخطاء كل تلك الأطراف، وتأييدنا لهم في القضايا الوطنية التي لا خلاف عليها.

مشاركة :