معنويات الحوثيين في الحضيض - د. محمد ناهض القويز

  • 11/9/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

على المستوى العربي والخليجي لم يكن أحد يتمنى أن تبدأ حرب اليمن ولكنها بدأت بغطاء شرعي أممي كاستجابة لطلب الحكومة الشرعية. جاءت عاصفة الحزم داعمة للشرعية في مقابل القوى الانقلابية المتمثلة بالحوثيين والمؤتمر وقبائل مناصرة لهم. من المعروف أن الحرب في اليمن لن تكون سهلة لعدة أسباب أقلها الطبيعة الجغرافية لدرجة يمكن أن نعتبر اليمن أفغانستان العرب. لم يكن الحوثيون وصالح ومناصروهم يهتمون كثيراً بجيوش التحالف خصوصاً في ظل تراجع بعض الدول عن المشاركة في المعركة البرية. ولهذا فقد توعد الحوثيون جيوش التحالف في المعركة البرية وروج حسن نصر الله لذلك مردداً بأن القصف الجوي لا يحسم المعركة وأن دول التحالف تخشى المعركة البرية. وحدثت المعركة البرية وحررت عدن والضالع ومأرب وهم على وشك تحرير تعز. تغير خطاب نصرالله وعبدالملك الحوثي واعتمدوا كثيراً على البروباقندا الحربية ومادتها الكذب والتزوير من خلال قنوات المنار والمسيرة والعالم والميادين. ولكن الراصد للداخل اليمني يلاحظ بدء الانقسامات داخل معسكر الحوثيين وصالح لإدراكهم قوة التحالف ولرغبتهم بالحل السياسي. ضاق صدر الحوثيين ذرعاً بالإعلاميين المعارضين والمستقلين فقتلوا من قتلوا وسجنوا وعذبوا البقية. ثم ضاق صدرهم ذرعاً ببعض الإعلاميين المعارضين للتحالف لمجرد نقدهم لأداء لجان الحوثيين فسجنوهم وصادروا ممتلكاتهم وعذبوهم واضطروا البقية لمغادرة اليمن. ولعل أكبر دلائل هبوط معنوياتهم هو اعتبار نقد الحوثيين من قبل عامة الناس في وسائل التواصل الاجتماعي جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة. ميليشيات الحوثي برغم ادعاءاتها الأولى أنها ثورة ضد الفساد والظلم مارست من الفساد والظلم مالم يسبقها إليه أحد في اليمن وأخذت تتصرف كعصابة تفعل ما يمليه عليها رؤساء العصابات. نهبوا ممتلكات الناس واختطفوا المواطنين كتعويض لإخفاقاتهم على الجبهات القتالية، ثم دفعوا بالأطفال والمرتزقة للقتال بدلاً منهم وزرعوا أرض اليمن بالألغام التي ستساهم في قتل اليمنيين لعشرات السنين. الحوثيون يحاولون أن يرفعوا من معنويات مقاتليهم من خلال استهداف المدنيين ومن خلال محاولات انتحارية للحصول على أي مكتسبات تبرر استمرارهم في سياسة تدمير اليمن. وكان آخر ماتفتقت عنه عقليتهم التدميرية هو تبنيهم للرأي الإيراني الرافض للتسوية السياسية والمماطلة في محاولة لخلخلة قوى التحالف من خلال المراهنة على المراوغة إلى أن تيأس دول التحالف من وجود حل سياسي للأزمة وهذا في رأيهم سيستنزف دول التحالف مالياً وعسكرياً ومعنوياً. في المقابل جاءت حركة استبدال الجنود الإماراتيين بجنود غيرهم كمؤشر على أن لدى دول التحالف الاستعداد لمواصلة الضغط العسكري لفترات طويلة إلى أن تقبل الأطراف بالحل على أساس القرار2216. قد تتحرر تعز قريباً وقد تتأخر ولكن الدائرة تدور على القوى الانقلابية وهي تردد أن ليس لديها ماتخسره "كيف أصبح الوطن والمواطن لا شيء في وجهة نظرهم". اللهم قيض لليمن بلقيسَ تنقذه من قبضة عصابة الحوثي.

مشاركة :