بعد غياب عن الخشبة واكتفائها بمهمة الإخراج، تطل الفنانة نضال الأشقر ممثلة هذه المرة في دور «الأم شجاعة»، بطلة مسرحية الكاتب الألماني الكبير برتولت بريشت. والمسرحية الشهيرة هذه أعدها وترجمها المخرج إيلي أضباشي واقتبسها ويخرجها ناجي صوراتي، المخرج المتميز برؤيته المسرحية الطليعية. وعشية تقديم المسرحية على مسرح المدينة عقدت أسرة المسرحية لقاء صحافياً تحدثت فيه نضال الأشقر وناجي صوراتي عن العمل. وجاء في التقديم: «يتغير العالم العربي من حولنا بسرعة فائقة ونحن لا ندري بعد ما إذا كان «الربيع العربي» سيبقى بالفعل ربيعاً، أم أنه سيتحول إلى حروب لا متناهية. وفيما يجد لبنان نفسه في موقف الشاهد المتميّز والمحرج في آن، الشاهد المتورّط، الشاهد الذي لا يشارك ولا يستفيد مما يحدث كما يفعل بعضهم، نجد أنفسنا ملزمين على الأقل بالتأمل في ما يجري. هنا، يأتي المسرح ليفرض نفسه كمساحة لنتشارك أفكارنا ولنتأمل مع المشاهدين في الأحداث حولنا». وجاء في البيان الذي وزع في اللقاء: «يستند العرض إلى نصوص مقتبسة عن مسرحية «الأم شجاعة» لبرتولد بريشت بتصرّفٍ، متداخلة مع استخدامٍ للموسيقى والدمى، لتترجم مشكلات العالم العربي الراهنة وتتيح بذلك للشخصيات بأن تعكس قصص المواطن. وبذلك نسلك طرقاً جديدة في التساؤل عن حقائق عالمنا المتماوج ومفاهيمه. تقوم بأداء الشخصية الرئيسة نضال الأشقر، يحيط بها على المسرح أبناؤها الثلاثة. يؤدي أدوار الأبناء الثلاثة خالد العبدالله الذي يتواصل عبر الكلام والغناء، وعبد قبيسي وعلي الحوت، اللذان يتواصلان عبر استخدام الموسيقى في تداخلٍ مختلفٍ عن المتعارف. فيما يجسّد هادي دعيبس الشخصيات الأخرى بواسطة الدمى. يعالج هذا العرض أثر الحرب والسلم على عمق النفس البشريّة مستخدماً أسلوب الكوميديا السوداء. ففي مكان يمكن أن يكون أي مكان، وفي زمانٍ هو كل الأزمنة، تُدرك «الواوية» أنها محاطة بالحروب الداخلية وتعي بأن وسيلتها الوحيدة للبقاء هي وأبناؤها الثلاثة هي باستغلال الموقف... هكذا، تتحول إلى تاجرة».
مشاركة :