يضع آل زايد اللبنة الأخيرة، في صرح سلسلته (مهاجرون نحو الشرق)، وهي ثاني رواية نبويَة بعد روايته (البردة) التي نالت رواجًا متميزًا فور صدورها، وقد أعلنت دار البشير للثقافة والعلوم على موقعها الرسميّ إطلاق الرواية الأخيرة والتي تحمل اسم (شذا الحبيب)، إشارة إلى الحبيب المصطفى محمد، يقول آل زايد مادحًا خير البريّة: «في قبته النّور الجميل، يا سورة الشّرح المُعطر للفؤاد، قد جاءنا النّور المبين، أكرم بوارفة الظّلال، أكرم بخير الأكرمين، يا شمعة الوهج المضاء»، وتصرح الدار على موقعها، قائلة: «تلامس الرواية البعد الاستشراقيّ، وأبرز إشكاليات المستشرقين على الإسلام ونبيه الكريم»، في هذه الرواية يسدل الروائي عبدالعزيز آل زايد ستائر حكاية الشاب الجزائري (جلال الفارس)، الذي ينزح في نزهة سياحيّة إلى مدينة الضباب (لندن)، ليجوب أهم معالمها، وتدور بينه وبين صاحبته (سيسلي) مطارحات نقديّة حول زيجات خاتم الأنبياء محمد، في الوريقات الأخيرة تنيخ الحكاية ركابها ويضوع في مداها قارورة المسك، تستعرض رواية (شذا الحبيب) في طياتها ثلاث حكايات لشخصيات تاريخيّة، هي كالتالي: 1- سيرة لالة فاطمة نسومر: وهي بطلة جزائريّة فارسة قاومت الاحتلال الفرنسيّ، وهزمتهم في عدّة مواقع، حتّى لقبت بـ(جان دارك جرجرة)، وهو اللقب الذي رفضته بشموخ معتزة بانتمائها الإسلامي، الرواية تسرد سيرة المناضلة لالة فاطمة نسومر، منذ لحظات ولادتها حتّى اللحظات الأخيرة لشهادتها، وقبل الضلوع في سيرة هذه الماجدة الجزائريّة الخالدة؛ تستهل الرواية بسرد حكاية صاحبة اللقب المرفوض وهي القديسة المسيحيّة (جان دارك) ذات الشهرة السامقة. 2- سيرة تاريخيّة تخيليّة عن كارن أرمسترنغ: وهي مستشرقة مسيحيّة محبة للديانة الإسلاميّة، يشطح الخيال بالرواية فتمور في أرجائها سرد حكاية مع رفاق متخيلين لها، هم: (إفيلا، وبهاء، وشاهناز)، ضيوف الشرف الثلاثة من ديانات مختلفة، هي: (المسيحية، واليهودية، والإسلام)، تسعى كارن أرمسترنغ لإذابة شحوم البغضاء بين الفُرَقاء، في الأثناء تتغلغل الرومانسيّة بالدواخل وتضرب أطنابها، لولا نعرة دينيّة تهب لاقتلاع الأوتاد من مكامنها، تنشده كارن أرمسترنغ أمام هذه العاصفة، فتلقي تعويذتها الفكريّة على العقول، فما عسى أن تصنع هذه التعويذة في الرفاق؟ 3- سيرة تاريخيّة تخيليّة عن ويليم مونتجومري وات: وهو مستشرق بارز، مشهور بدفاعه عن الإسلام والنبي الكريم، يلتقيه شاب مسيحيّ موهوب يدعى (سيبستيان)، الذي يتوق لمحادثة الدكتور مونتجومري؛ لخواطر تراوده عن الإسلام، يتشاطرا مائدة مستديرة ويقتاتا على مأدبة جدليّة حول أبرز القضايا التي دوّنها الدكتور حيال الديانة المحمديّة ونبي الإسلام، تطل على حلبة المجادلة فتاتان باهرتا جمال هما (باتريشيا) و(جوليان)، تسرد الرواية حكاية هاتين الفتاتين في أجواء نبويّة شفيفة. يمدّ آل زايد جسور الثناء لدار البشير، على عنايتها بإنتاجاته، إذ كانت رغبته اتّخاذ مصر منطلقًا لإطلاق باكورة إنتاجه، متوقعًا لرواياته الرواج؛ لمحتواها المتناغم مع الثقافة المصريّة، ولتميز النهم القرائي في شريحة القراء المصريين.
مشاركة :