ركن المكتبة إصدارات ثقافية.. «حياة.. حينانا» رواية جديدة للأديب الروائي حسين السكاف

  • 7/10/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

‮«‬كلما‭ ‬كبرتُ،‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬تكبر‭... ‬كلما‭ ‬اكتنز‭ ‬جسدي‭ ‬شباباً‭ ‬وحيوية،‭ ‬كانت‭ ‬الأرض‭ ‬تكتنز‭ ‬شباباً‭ ‬أيضاً،‭ ‬ولكن‭ ‬بصورة‭ ‬جثث‭ ‬اغتيلت‭ ‬أحلامها‭...‬‮»‬‭ ‬عبارة‭ ‬تختزل‭ ‬ذلك‭ ‬الشعور‭ ‬المتناقض‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تعيشه‭ ‬فتاة،‭ ‬تفتحت‭ ‬زهرتها‭ ‬على‭ ‬قرع‭ ‬طبول‭ ‬الحرب‭ ‬ورائحة‭ ‬البارود‭... ‬فتاة‭ ‬عاشت‭ ‬حياتها‭ ‬بكل‭ ‬إرادتها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لأحد‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬صياغتها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يضع‭ ‬عليها‭ ‬لمساته‭ ‬الخاصة‭.‬ تلك‭ ‬هي‭ ‬‮«‬حياة‮»‬‭ ‬بطلة‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬حياة‭.. ‬حينانا‮»‬‭ ‬للروائي‭ ‬حسين‭ ‬السكّاف‭ ‬التي‭  ‬صدرت‭ ‬حديثاً‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬رؤى،‭ ‬رواية‭ ‬ينسج‭ ‬بداخلها‭ ‬الأديب‭ ‬والروائي‭ ‬حسين‭ ‬السكاف‭ ‬الذي‭ ‬عرفنا‭ ‬عنه‭ ‬أعمالاً‭ ‬روائية‭ ‬تهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬الشخصية‭ ‬وتركيبتها‭ ‬السايكولوجية‭ ‬بتحليل‭ ‬عميق‭ ‬لا‭ ‬تنقصه‭ ‬العلمية‭ ‬وليس‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬خصائص‭ ‬وتداعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬الحاضن‭ ‬لشخصياته،‭ ‬فبعد‭ ‬روايته‭ ‬‮«‬وجوه‭ ‬لتمثال‭ ‬زائف‮»‬‭ ‬الحائزة‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬كتارا‭ ‬2017،‭ ‬والتي‭ ‬تضع‭ ‬أمام‭ ‬القارئ‭ ‬دراسة‭ ‬وافية‭ ‬لشخصية‭ ‬الرجل‭ ‬‮«‬الشرقي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬العراقي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭... ‬نتلمس‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬الجديدة‭ ‬‮«‬حياة‭.. ‬حينانا‮»‬‭ ‬تجربة‭ ‬سردية‭ ‬متقنة‭ ‬البناء‭ ‬والفكرة،‭ ‬تجربة‭ ‬تعتمد‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية‭ ‬المعمّقة‭ ‬لتركيبة‭ ‬الشخصية‭ ‬الأنثوية‭. ‬دراسة‭ ‬سيسولجية‭ ‬وسايكولوجية‭ ‬عن‭ ‬تركيبة‭ ‬الشخصية‭ ‬الأنثوية‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬صراعات‭ ‬بلد‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث،‭ ‬تحت‭ ‬خيمة‭ ‬قانون‭ ‬التقاليد‭ ‬والأعراف‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬الواقفة‭ ‬حتماً‭ ‬بوجه‭ ‬تحرر‭ ‬المرأة،‭ ‬ومحاولتها‭ ‬الانفلات‭ ‬صوب‭ ‬الحرية‭. ‬فالرواية‭ ‬تشكل‭ ‬دعوة‭ ‬لتحرر‭ ‬المرأة‭ ‬‮«‬الفتاة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قيود‭ ‬كبّلت‭ ‬حريتها‭ ‬طويلاً‭... ‬ولعل‭ ‬إشارة‭ ‬الإهداء‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬‮«‬حياة‮»‬‭ ‬بطلة‭ ‬الرواية،‭ ‬هي‭ ‬عشتار‭ ‬بابل،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬إنانا‮»‬‭ ‬سومر‭ ‬ابنة‭ ‬الرافدين‭ ‬مصدر‭ ‬الخصب‭ ‬والمفعمة‭ ‬بالحب‭ ‬والقوة‭ ‬والتمرد‭ ‬والرغبة‭ ‬الطافحة،‭ ‬هي‭ ‬العاشقة‭ ‬اللعوب‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬جسدها‭ ‬وحبها‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬من‭ ‬عشاقها،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تختارهم‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬عليها‭ ‬شهوتها،‭ ‬وهي‭ ‬الإلهة‭ ‬المعبودة‭ ‬والمقدسة،‭ ‬وهي‭ ‬العابرة‭ ‬للرجال‭ ‬برغبتها‭ ‬وليسوا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يعبرونها‭.‬ الرواية‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬عالم‭ ‬‮«‬الحياة‭ ‬السومرية‮»‬‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استعارة‭ ‬مقاطع‭ ‬من‭ ‬ملحمة‭ ‬كلكامش،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬ينحو‭ ‬صوب‭ ‬هوس‭ ‬المرأة‭ ‬بالإغراء‭ ‬‮«‬عشتار‮»‬‭ ‬وحبها‭ ‬ثم‭ ‬هجرها‭ ‬لـ«ديموزي‮»‬‭ ‬المتمثل‭ ‬بشخصية‭ ‬‮«‬كريم‭ ‬ميرزا‮»‬‭ ‬الصحفي‭ ‬والروائي‭ ‬الذي‭ ‬أحبته‭ ‬‮«‬حياة‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬حياتها،‭ ‬إلّا‭ ‬أنها‭ ‬تعترف‭ ‬للقارئ‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الحبيب‭ ‬الأول‮»‬‭. ‬تناولت‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيرة‭ ‬حياة‭ ‬شخوصها،‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬وسواها‭.‬

مشاركة :