استبقت القوات الموالية للسلطة الانتقالية في ليبيا جلسة جديدة مقررة اليوم لملتقى الحوار السياسي الليبي في سويسرا، برعاية بعثة الأمم المتحدة، بالتهديد بوقف ما وصفته بـ«العبث» فيما يخص الانتخابات المقررة نهاية العام الحالي. وعد عبد الهادي دراه، الناطق باسم «غرفة عمليات سرت الجفرة» التابعة لقوات حكومة الوحدة، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن رفض المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وضع أي شروط في القاعدة الدستورية يُعد تدخلاً في الشأن السياسي، واتهمه بـ«عدم الالتزام بالقواعد العسكرية، ومواصلة التدخل في الأمور السياسية، على الرغم من تأكيده الالتزام بالابتعاد عن الأمور السياسية والتصريحات ذات الطابع السياسي، والحرص على الالتزام بأوامر القائد الأعلى، المتمثل في المجلس الرئاسي ووزير الدفاع». وتابع دراه: «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث. وإذا لم يُوقَف هذا العبث، فستكون لنا مواقف سياسية واضحة». ومن المقرر أن يستأنف اليوم ملتقى الحوار السياسي الليبي اجتماعاته في سويسرا، حيث يبحث أعضاؤه على مدى 3 أيام مقترحات بالقاعدة الدستورية للانتخابات المقررة قبل نهاية العام الحالي. وبحسب وسائل إعلام محلية، اقترح بعض أعضاء الملتقى على يان كوبيش، رئيس البعثة الأممية، تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة على أساس القاعدة الدستورية المقترحة، وتخفيف شروط الترشح، وتمثيلاً عادلاً للمكونات الثقافية. كما اقترحوا إطلاق عملية استكمال المسار الدستوري، وصياغة نص اليمين الدستورية بشكل يضمن قبول الجميع، إضافة إلى تحديد سلطات رئيس الدولة. ومن جهتها، أعلنت مفوضية الانتخابات أنها شرعت في تركيب اللوحات الخاصة بأرقام مراكز الانتخاب على واجهات المدارس التي تم تخصيصها لإجراء عملية الاقتراع بها، استعداداً لفتح سجل الناخبين خلال الأيام المقبلة. وأبلغ الفريق خيري التميمي، مسؤول وفد الجيش الوطني باللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وسائل إعلام محلية بوصول معدات لصيانة الطريق الساحلي لمنطقة الوشكة التي تقع بين سرت ومصراتة، لصيانتها استعداداً لفتحه، لافتاً إلى أن ملف فتح الطريق الساحلي ما زال قيد التفاوض والنقاش. إلى ذلك، سعت قوات الجيش لاحتواء اشتباكات دامية شهدتها منطقة شبنة، أحد الأحياء الشرقية بمدينة بنغازي (شرق البلاد)، مساء أول من أمس، وانتشرت داخل الأحياء السكنية لوقف الاقتتال القبلي المفاجئ الذي اندلع بين العواقير والجوازي. وقال العقيد جمال العمامي، رئيس قوة فرض القانون في بنغازي، إنه تم فض ما وصفه بالمشاجرة المسلحة في المنطقة التي شهدت أمس هدوءاً نسبياً، وتم فتح الطريق فيها، مشيراً إلى سقوط 3 قتلى و3 مصابين من قبيلة واحدة. وأوضح العمامي أن الأجهزة الأمنية باشرت التحقيقات في الواقعة بعد إخراج العائلات من محيط المشاجرة، وتعهد بنشر دوريات الغرفة الأمنية المشتركة في المنطقة لحفظ وضبط الوضع الأمني. وأظهرت لقطات مصورة قيام مسلحين بالتنكيل وجر بعض جثث ضحايا هذه الاشتباكات التي تمثل حرجاً سياسياً للمشير خليفة حفتر الذي تسيطر قواته على المدينة منذ عام 2014، ونجحت في تحريرها من قبضة الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة، بعد ماراثون طويل من المواجهات الدامية. وفي المقابل، لقيت طالبة مصرعها بعد تجدد الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة في مدينة العجيلات الخاضعة لسيطرة قوات حكومة الوحدة في غرب البلاد. وتشن ميليشيات من مدينة الزاوية، بقيادة محمد بحرون «الفار»، منذ الأسبوع الماضي، هجمات للسيطرة على المدينة، في إطار ما يصفه مراقبون محليون بصراع محتدم على النفوذ. وبدوره، هدد «حراك فزان» بإغلاق حقول النفط مجدداً، في إطار تصعيد احتجاجاته ضد حكومة الوحدة، برئاسة عبد الحميد دبيبة. وأعلن بيان للحراك أنه نظراً لعدم استجابة الحكومة لمطالبه الـ15، فإنه قد يعلن في أي لحظة إغلاق كل حقول النفط في منطقة الجنوب، إذا لم تنفذ الجهات المسؤولة في البلاد مطالبه السياسية والاقتصادية، والحصول على احتياجات المنطقة المعيشية والخدمية، وحل أزماتها. وبعدما طالب بدعم الجهات الأمنية للاستقرار، وسحب القوات الأجنبية كافة، انتقد الحراك تهميش إقليم فزان، وعدم اهتمام السلطات المتعاقبة باحتياجاته وحقوقه الأساسية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، فضلاً عن تدهور الوضع الإنساني والصحي والمعيشي. ومن جانبه، أشاد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، بمواقف مملكة البحرين خلال ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، ومساهمتها في إحلال السلام في المنطقة. ودعا، في بيان وزعه مكتبه عقب تسلمه أمس أوراق اعتماد إبراهيم عبد الله سفيراً للبحرين لدى ليبيا، إلى العمل على تنمية وتطوير علاقات التعاون، بما يخدم المصالح المشتركة، ونقل عن عبد الله تمنياته لليبيا بالسلام والازدهار.
مشاركة :