قاده اهتمامه بالأعمال الخشبية، وعالم الديكور إلى استكشاف فن «الأيبوكسي»، والعمل على تحويل المهمل منها إلى أعمال فنية وتحف تنافس على مستوى كبير، بعد 5 سنوات من البحث والتجريب والفشل والنجاح، بات جاسم الظنحاني اليوم من الفنانين الذين يمتلكون أسرار هذا الفن. ظهرت إمكانات الفنان جاسم الظنحاني ابن دبا الفجيرة عندما انتقل إلى بيته الجديد، وكان يبحث عن تحف فنية متفردة، إلا أنه لم يجد ما يرتقي إلى طموحه، مما دفعه للبحث في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي عن ديكورات تلبي طلبه، مما جعله يستكشف فن «الأيبوكسي» صياغة جديدة للأعمال الفنية يدمج فيها بين العمل على الخشب والفن التشكيلي باستعمال مواد شفافة خاصة، حيث إن حبه لكل ما غريب وجديد يشكل بالنسبة له نقطة جذب كبيرة. وبعد أن خاض الظنحاني تجربة دامت عدة سنوات، أصبح يمتلك خبرة واسعة في مجال فن «الأيبوكسي» الذي بات بالنسبة له شغفاً يمارسه يومياً ويطور فيه ولا يمل منه، بل أصبح يعلمه لجميع فئات المجتمع بمن فيهم أصحاب الدخل المحدود والأطفال، بحيث تبلغ أكبر امرأة استفادت من خبراته 65 عاماً، بينما يبلغ أصغر طفل يتدرب في ورشته 6 سنوات، عازماً على جعل هذا الفن يصل إلى العالم وبتوقيع إماراتي. استدامة الظنحاني وهو في طريقه لتصنيع تحف فنية متفردة، فإنه يقدم خدمة إلى البيئة ويدعو للمحافظة عليها، من خلال استخدام الأشجار التالفة والأخشاب المرمية، مؤكداً أن الإمارات تتوافر على أجود أنواع الأخشاب التي تنافس على مستوى العالم، ومنها تلك المستخرجة من أشجار الشريش والغاف والدماس والسمر، مؤكداً أنه دائم البحث عن الأشجار المهملة أو الميتة، وتحويلها عبر عملية فنية إلى تحف فنية مستخدماً العديد من الأدوات والتقنيات. تدوير وعن البدايات قال: أنا من محبي الأخشاب، وإعادة التدوير، وبدأت قصتي مع هذا الفن عندما انتقلت إلى بيت جديد، حيث كنت أرغب في تأثيت منزلي، إلا أن ما يعرض في السوق لم يلبّ طلبي، فبدأت أبحث عن أشياء جديدة تشبه «الأنتيكا» فتوصلت إلى تحف فنية، يدمج فيها الخشب برسمات وتموجات تشبه الرخام، وبعدها توصلت إلى أن هذا ما هو إلا فن «الأيبوكسي»، الذي كنت أجهل عنه كل شيء، بدأت أبحث وأجرب، لجأت إلى بعض الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، إلا أنهم رفضوا إعطائي أسرار المهنة، ومن هنا أخذت عهداً على نفسي أن أتعلم هذا الفن وأعلمه لكل من حولي، وبعد سنوات من البحث والعمل والتجريب، تعلمت الكثير وأنجزت العديد من القطع، نالت إعجاب كل من رآها. تطوير امتلك الظنحاني خبرة واسعة في العمل على الخشب ودمجه بفن «الأيبوكسي» لتقديم أعمال متفردة، ومُنافِسة على مستوى العالم، تخصص في دمج الألوان، كما استخدم ألوان الأكرليك، حيث أكد أنه في البداية صمم ديكورات بيته بنفسه، عبر هذا الفن، مما جعله يشعر بانتماء هذه القطع له، ودفعه للحفاظ عليها واستدامتها «نتيجة الجهد والتعب والاستمتاع بالعمل على صنع هذه القطع، أصبحت أشعر أن هذه القطع جزء مني ويجب الحفاظ عليها، منها طاولات وثريات، وقطع متفردة وكراسي وغيرها». شغف رغم التحديات التي اعترضته، إلا أن الظنحاني يعتبر أن كل من يتوافر على الشغف ويمتلك الموهبة ويقوم برسم خطة العمل حتماً سيصل، حيث أضاف: «تخصصت في مجال الإعلام، ودراستي للفن جاءت عن طريق التجريب والتدريب، ومن يتوافر على الشغف والحب، ويرسم هدفاً أمامه حتماً سيصل إلى ما يحلم به.. لجأت إلى الاستشارات، وتعلمت من وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم أحلم بالعالمية، وسأجعل أجمل التحف من توقيع الإمارات تنافس على مستوى العالم». صديقة للبيئة ويحرص الظنحاني على استعمال مواد صديقة للبيئة، لصنع تحف فنية جميلة داخل ورشته الصغيرة، حيث أشار إلى أنه يستعمل في ذلك أدوات النجارة، ومادة «الأيبوكسي ريزن» (بالإنجليزية: Resin Epoxy) وهي كمادة كيميائية تعتبر أحد أنواع اللدائن الصلبة تذاب بالحرارة، ذات مركبين: أساس (resin) ومصلب (hardener) وهي شديدة الالتصاق ومقاومة للاحتكاك والمواد الكيماوية سواء كانت أحماضاً أو قواعد أو مذيبات، حيث تتشكل طبقة عازلة عند جفافها، تستخدم طلاء أو مونة أو لاصقاً. تدريب لجعل هذا الفن ينتشر ويتوسع في الإمارات، يعمل الظنحاني على اقتسام الخبرة التي أصبح يتوافر عليها مع مختلف فئات المجتمع، ومنهم الأرامل والأسر المنتجة، ليشكل لهن ذلك مصدر دخل، مؤكداً أن عملية التدريب تمر بعدة مراحل، منها التعريف بهذا الفن وبالأدوات المستخدمة فيه، وأدربهم بطرق سهلة وبسيطة، وعبر منهجية وتقنيات معينة يتمكن المتدرب من صنع تحف خاصة به يضفي عليها من إبداعاته الخاصة، حيث أعمل على تدريب مجموعة من الناس ليكونوا سفراء لهذا الفن، وذلك بتمكينهم من أسراره، وكلما أعطيت أكثر أشعر بسعادة أكبر. استخدامات يمكن استخدام فن «الأيبوكسي» في مختلف مجالات الفن والتصميم، مثل الأعمال الخشبية وصناعة الإكسسوارات والطاولات والمجوهرات وأرضيات المنازل والمطابخ واللوحات الفنيّة والأواني المنزلية والتحف الفنية وغيرها كثير... مثل صناعة طاولات الخشب والتي يتوسطها نهر من «الايبوكسي ريزن». سلامة عن خطوات السلامة المطبقة أثناء العمل، قال الظنحاني، إن العمل بـ«الأيبوكسي ريزن» المادة الكيميائية يتم وفق إجراءات السلامة، بحيث يجب أن يكون داخل منطقة مُغلقة، ويتم ذلك بعيداً عن أشعة الشمس، وأن تتوافر التهوية داخل المكان، وأن يكون نظيفاً وخالياً من الغبار، ورغم أن «الأيبوكسي ريزن» صديقة للبيئة، ننصح بارتداء القفازات وكمامات خاصة والامتناع عن الأكل والشرب أثناء العمل.
مشاركة :