سبب انتشار الفضائيات الهابطة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجد قنوات فضائية تكسب بل تعتمد في دخلها على الحوارات والنقاشات في المسائل الاجتماعية في منطقتنا، وإمعانا في التصنع يُدير الحوار رجل أو امرأة يتعمد اللهجات المحلية العربية، طبعا حسب الموضوع واهتمام متابعيهما من تلك المنطقة. وتستعمل المرأة مدلولات ملتوية وربما ألفاظا غير محتشمة، طلبا للتسويق وإمعانا في الاستهتار. ولا تتلمس الحشمة والأدب في التعبير، وخاصة فيما يتصل بالالفاظ الجنسية. قال لى أحد معارفي لماذا لا يكتب الكتّاب عن تلك المهازل؟ وكان جوابي أن الكتّاب والمصلحين "مبتلشين باللي على الأرض.. !!" ولا مجال لمناطحة ما يأتي من الفضاء. ثم ذكرتُ له خطاب الفنان عادل إمام عندما سألوه: لماذا لم "تعزّل" من عمارة جارتك فيها رقّاصة؟ قال: لو كل واحد "عزّل" بسبب وجود رقاّصة في العمارة، كان الناس كلهم في الشارع..!. هذه القنوات لو لم تجد أرضا خصبة، ومكالمات تدرّ دخلا وفيرا لتعسّرت ولادتها. ولا فائدة من محاربتها مهما كانت ضراوة تلك الحرب، مادام المجتمع يأخذها بالأحضان. ومحبو الظهور وأصحاب الحظ القليل من المعرفة بالدين والعلم يأتون إلى تلك المحطات للإفتاء في أشياء تشد الناس لمعرفة الطالع مثلاً أو درء الحسد.. إلى آخره. أقول إن هؤلاء القوم لا يهمهم في قليل أو كثير نشر الجهل وانتشار الخرافات بين الناس، بل وانحدار الأمة كلها إلى التخلف والجاهلية. يوجد أيضا قناة (هل قلت قناة؟) وأنا أقصد قنوات، تتعاطى التنجيم والسحر والشعوذة وشفاء "المدوخل" - أي الذي داخله جن. هل سمعتم بألماني، مثلا، داخله جن؟ أو كندي مسحور، أو نمساوي يتعاطى رسائل العشق والغرام عبر القنوات التلفزيونية؟ حتما الجواب لا. ويكفي هذا تفسيرا لانتشار الفضائيات الهابطة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :