أعمال، أو ما درج الناس عامتهم وخاصتهم على تسميتها واعتماد المفردة "بزنيس" لا تزدهر في مجتمع متحضر إلا إذا وجدت قبولاً، وقبول الغريب منها لا يجري إلا في مجتمع متخلّف. ومن قراءات صحفية أجد أن قطاعاً ليس بالقليل من مجتمعنا قد قَبل بأفكار السحر والشعوذة. ولم لم يكن الأمر كذلك لما راجت المهنة بحيث شغلت أهل الضبط والأمن عن واجبات أهم. جاءت عمالة إلى المملكة، نظامية وغيرها يجرون معهم عدتهم من شَعْرٍ وطلاسم وزجاج وألوان وأحبار، وربما مخلفات حيوان بصدد فتح "بزنس" في المملكة سمعوا أو تأكدوا أن ذلك العمل يجد القبول. والسحر والسحرة قدماء عبر الأزمنة، وجاء ذكرهم في الكتب المُنزلة. ولا مناص من التصديق بوجوده، لكننا لم نقرأ كونه مهنة "مبسط" أو تجارة جوّالة. وفي العصر الحديث انقسم المثقفون في تقبل الأفكار والقصص عن (السحرية). فمن الناس من رأى في السحر مهارة القدرة على صرف نظر الضحية. ومنهم من قال كثيرا وكتب عن أن العملية هي خفة يد(هذا في ما يُعرض من ألعاب سحرية) تُشبع النظر وتُدخل عقل المشاهد في مفاجآت سريعة تدخل إلى الذهن أسرع من غيرها في المحيط. حتى في الغرب فثمة نشر رائج وجد إقبالا من القراء مثل مجلة Myth & Magic وغيرها. ولم لم تكن الأفكار التي تكتب رائجة لما صدرت وتوزعت على نطاق واسع. كما هي الحال عندنا، لم يجد من يدّعي حل العقد بالسحر من يستطيع التقريب والتفرقة لما انتشرت أخبار القبض عليهم من حين وآخر. واطلعت على بعض أعداد من مجلات أخرى تكتب عن السحر لكنني لم أجد بينها من تدعي أنها تجعل الزوج يحب زوجته أكثر، أو "عمل" يقف دون تفكير الزوج بالزواج من ثانية. وعلى العموم فالزواج والطلاق عند الغربيين تحكمهُ قوانين وشعائر تمنع التعداد (ولا يحتاج الأمر إلى سحر وسحَرَة). تلك المجلات تهتم بالغيبيات والطالع والأساطير والفلك وتأثيرهُ على الحياة في كوكبنا. والذي جر أولئك المشعوذين إلى بلادنا هو اعتقادهم أنها أسرع الوسائل لكسب المال. والظهور أمام زبائنهم بأن لهم الطريق إلى تحقيق المراد والمطلوب. وأن لديهم سحر العطف وسحر الصرف. انتشار المشعوذين ناتج عن كثرة الذين يذهبون إليهم.
مشاركة :