وانتشر الطب البديل - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 3/3/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

أرى أن ثقة الناس بالأدوية هذه الأيان بدأت تقل. لا سيما مع انتشار شركات الصناعات الطبية، فالآن نرى انصراف الناس إلى الطب البديل أو طب الأعشاب، وإلى تغيير السلوك الغذائي. وما ذاك إلا لكونها اختلطت على الأطباء والمرضى على السواء لسان الطير، أذن الحمار، حشيشة القنقذ، الحلبة، الخطمى إلى آخر أسماء عناصر ومكونات الدواء الشعبي نجد استعراض طرق تعاطيها وأسماء الأمراض التي يشفيها المولى بواسطة تلك الأعشاب. ولا نُنكر البحوث التي أجريت في تلك الميادين، ولا الجهود التي تُبذل بواسطة متخصصين لإطلاع عالم الطب على مستجدات تلك الأعشاب، وتهيئة المعلومات الكافية عن كل مستحضر وكل عشبة. ونُشاهد أن تلك الأعشاب بدأت في السنين الأخيرة تظهر على شكل حبات موزعة إلى جرعات. وبعض تلك الكبسولات أُزيلت عنها الرائحة غير المقبولة كي يتسنى للمستهلك عنصر القناعة في شرائها والاستمرار عليها بقدر الإمكان. ليس هذا إقلالاً من شأن العلاج بالأعشاب فقد ظهرت دور علاج في أكثر من مدينة من مدن الغرب المتحضر. لكنني - وقد لا أكون أول من يفعل هذا - ألفت النظر إلى المراوغة أو التملص من المسؤولية في أسفل العلب المصنعة في أمريكا، والتي تقول: الإفادة أو التبيين المذكور بصدد هذا المقوّي أو الدواء لم يُوضّح أو يوثق من FDA وهي وكالة الغذاء والدواء الاتحادية في أمريكا. وهذا لا يعني أبداً أنه ضار أو غير مفيد، لكن بحوث الأعشاب وخلطاتها قد تتشابه على الوكالة المذكورة، فاعتبرتها غذاءً وانصرفت عن إقحام نفسها في أشياء تتعلق بقناعات الأفراد وعاداتهم الغذائية. وأخيراً، أرجو أن لا نُبالغ في الاستئثار بقول الطبيب اليوناني فلان، الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد، عن العشبة الفلانية ومنافعها. أو نسير خلف أقوال أطباء الفراعنة، لأن العشبة التي كانت تنبت في زمنهم، والعشبة التي تنبت في زمننا لا تُسقيان بماء واحد.. ولا في بيئة واحدة.. ولا في «احتباس حراري» واحد. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :