شبابنا بين الإلحاد والإرهَـاب! | عبد الله منور الجميلي

  • 10/12/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها تبدو قادرة على استقطاب طائفة من الشباب في المجتمع السعودي. شاهِـد ذلك تلك المجموعات المتلاحقة التي تقبض عليها المؤسسة الأمنية، أو تضعها على قوائم المطلوبين في ضَـربات استباقية ناجحة! بل محاولاتهم وصلت حتى للأطفال الصغار كما أثبت ذلك المقطع الصوتي الذي تمّ تداوله الأسبوع الماضي، وفيه يشرح أحد الصغار لوالدته تجربته مع أحد (الـدَّاعِـشـيـيـن) الذي تعرف عليه عبر الألعاب الإلكترونية المباشرة (إنْـتَـرنَـتِّـيَّـاً)!! ويتواصل التّـأثيرُ في عقول شبابنا ولكن على النقيض تماماً؛ فهذا معهد (غالوب) الدولي ومقره مدينة زوريخ الألمانية، يُصدر تقريراً يؤكد فيه أنّ نسبة الإلحاد في السعودية تتراوح بين (5% و9%) من مجموع عدد السكان!! طبعاً النسبة تحمل الكثير من المبالغات؛ ولكن هناك مواقع على شبكة الإنترنت، وحسابات في التويتر والفيس بوك وغيرهما ما هي إلا مَـنَـصّـات ومنابر تـبصِـم على تنامي ذلك الفكر الإلحادي!! ومما يؤكد على ذلك أيضاً أن الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أطلقت العام الماضي (مركز يَـقِـيْـن) المتخصص في مكافحة النزعات الإلحادية واللادينية في السعودية. وبين تأثّـر مجتمعنا بدعوات فِـكْـرَي الإلحاد والإرهاب فَـتّـش عن (الإنترنت ومواقع التواصل الحديثة) التي أصبحت أداة ومسرحاً لتلك الدعوات! فالمجتمع السعودي المحافظ والمغلق على نفسه ثقافياً تفاجأ بانفتاحه على العَـالَـم، فـأصبح مولعاً بالشبكة الإلكترونية ومواقعها وبرامجها؛ فهيئة الاتصالات أشارت في إحصائية بثتها قبل أيام بأن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً وصل الى (21 مليون مستخدم) بنسبة انتشار تقدر بـ (66%) على مستوى السكان! انفتاح (مجتمعـنا) السريع وتواصله المكَـثّـف مع الآخَـر وثقافاته المختلفة ربما أصابه بما يُـعـرف بـ (الصِّـدمة الحضارية)؛ قابلها عدم اهتمام من المؤسسات التربوية المختلفة بخطورة تلك الـنّـقْـلَــة وما صاحبها من حِـرَاك مجتمعي! فلم يكن هناك برامج فاعلة تُـعَـزّز في العقول خاصة الشابة الحصانة الذاتية، التي تجعلها قادرة على التصدي للتيارات التي تحاول أن تعـصِـف بها؛ ثم بعد أن وقع بعض شبابنا فريسة لها كانت تلك الأصوات التي رفعت لواء الاتهام الظالِـم لـ (مناهجنا الدراسية) دون البحث عن المشكلات التي يعاني منها الشباب، وعن الأسباب الحقيقة التي تجعل منه سريع التأثر بحملات التيارات الإلحادية والإرهابية المتطرفة، مع أنّ الوصول لها وطرحها بموضوعية وشفافية هـو بداية خطوات المعالَـجَـة؛ أما ماعَـدا ذلك فكل الجهود - مع تقديرها - تدور في دائرة وحلقة مغلقة! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :