التمريض مهنة الإنسانية

  • 7/7/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فئة الممرضين والممرضات هي العضد للطبيب، وهي روح العمل، وهي أول من يواجه المريض والمعتل والجريح وكل شأن المريض، أشبهها ببيت الكرم من حسن ضيافة وابتسامة المضيف لضيوفه، إلا أن ضيفها مختلف فهو يصارع المرض، تجد هذه الفئة في الحالات الطارئة تقدم خدمات مميزة، ولو رجعنا إلى الوراء قليلاً ففي التسعينات الهجرية تقريباً كانت نسبة السعوديين والسعوديات من الفنيين في المصحات والمستشفيات والمراكز الصحية ضئيلة، وتكاد تكون معدومة على الرغم من أنه كان هناك معهد صحي في جدة، تخرج منه عدد بسيط لم يغطِ الاحتياج. اليوم، وفي ظل انتشار التعليم الذي وفرته قيادتنا الحكيمة والمعاهد الصحية انخرط الشباب والشابات في تخصصات التمريض، والأشعّة، والمختبر، بكفاءة عالية، وساهموا في تقديم هذه الخدمات الإنسانية، وقد كان بعضهم يتحرّج من هذه المهنة بسبب نظرة بعض من المجتمع لها، وحينما وجدوا أنها خدمة إنسانية تقبّلها المجتمع بل شجع عليها، وبات يتباهى بممارستها كعمل إنساني عظيم.   وبفضل الله أصبح التمريض يُدار بأيدٍ وطنية في المستشفيات العامة والخاصة، خصوصاً مع ازدياد عدد المرضى، وبات يطلق على الممرضات والممرضين (ملائكة الرحمة)، حيث يقومون بتضميد الجراح، ولهذه التسمية مناسبة فقد صادف أن جندياً جريحاً خرج من جحيم الحرب، وعالجته ممرضة تطوّعت لتكون مع الجنود على الجبهة، وأشعرته بأنها جزء من أسرتهِ، فأطلق عليها هذا المسمى. ولكننا نعلم جميعاً أن الذات الإنسانية تفقد تأثّرها الشعوري إزاء فعل ٍما بالاعتياد عليه، والممرضات لسن استثناءً فقد تكون الأشهر الأولى من عمل الممرضة إنسانياً، تذرف خلالها الدموع وتتعاطف مع من تُقدم لهم خدماتها إلى أبعد الحدود، لكن مع تكرار قيامها بالعمل ذاته قد يتحول المرضى إلى مجرد أرقام، وتفقد هذه المهنة خصوصيتها، ويصبح التعاطف الذي تُبديه الممرضة مجرد مسألة شكليّة مُصطنعة، لذا وجب التفريق باعتقادي بين نوعين من الممرضات، فتيات لم يحصلن على ما يكفي من الدرجات في مرحلة الدراسة الثانوية فاخترن مهنة التمريض على مضض، وممرضاتٌ من نوعٍ آخر.. متطوّعات، ولطالما تطوّعت مئات النساء عبر العصور القديمة لتقديم الخدمات الطبية والتمريضية للمحتاجين إليها في الجبهات القتالية وإسعاف المقاتلين الجرحى وتقديم السلوى لهم. فتلك المرأة التي اتسع قلبها لعمل الخير حتى وضعت حياتها على المحك في سبيل تقديم المساعدة، هؤلاء النسوة الممرضات يسهرن الليالي على راحة الآخرين، هُنّ ذروة من ذُرى الإنسانية تُرفع لهنّ القبعة احتراماً وتقديراً، فالمقياس في كل مسألة تحمل مسمى (عمل إنساني) هو مقدرة مُمَارِسِها على العطاء، فتحية تقدير لكل ممرضة وكذلك ممرض على ما يقدمونه من خدمة إنسانية تجاه المرضى، ولذا فإننا دوماً فخورون بشبابنا وشاباتنا ونحن نراهم في ميدان شرف الخدمة.

مشاركة :