سلة مشكلات العالم ! | محمد بتاع البلادي

  • 7/2/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

* لا يمكن لمتابع تصوّر شرق أوسط هادئ وبلا أزمات.. هذا أمر شبه مستحيل، ولو حدث لأعلنت معظم وكالات الأنباء العالمية إفلاسها!.. فالشرق الأوسط بمشاكله وحروبه وطائفيته وثوراته وأزماته هو مسرح عرائس هذا العالم، وطاولة قمار سياسييه، والمنبع الأضخم لتجارة الإعلام فيه!!.. لدينا في المنطقة احتياطي هائل من البترول والثروات الطبيعية، واحتياطي أكبر من الأزمات المشاكل والأخبار السيئة!. * في أعراف الصحافة العالمية يكفي أن ترمي سنارتك في أي بقعة من أواسط هذا الشرق المثخن بندوب الجهل والفقر وأطماع السياسيين لتخرج بصيد وفير من أخبار النزاعات المسلحة، الحدود الملتهبة، العنف الطائفي، الحروب الأهلية، مذابح الأطفال، المجاعات، الفساد، الغرائب والطرائف، بل حتى الأوبئة والأمراض المنقرضة من كل قواميس الطب، لازالت تعمل بكل كفاءة وحيوية في هذا الجزء من العالم!. * في العام 2001م بدا أن الشرق الأوسط قد فقد شيئا من هذه الحصرية، حين انشغل الإعلام لساعات قلائل بتلك الطائرات التي استباحت أجواء أقوى قوة عسكرية واقتصادية على وجه الأرض.. بدا الأمر لأول وهلة وكأن غزاة من خارج هذا الكوكب أرادوا تأديب أقوى قوة عليه.. لكن سرعان ما تبين أن (الشرق أوسطيون) وكالعادة هم أبطال المشهد، وأنها مجرد (قرصة أذن) لذلك الجزء الهادئ من العالم كي يتجرع شيئا من عذابات الشرق المسكين!. * ما حدث في 2001 لم يكن بدعًا.. فقد سبقه الكثير من حوادث اختطاف الطائرات وتفجير المطارات والاغتيالات ونسف السفارات في سبعينيات القرن الماضي التي كان منفذوها ومعظم ضحاياها شرق أوسطيون في الغالب، إما بدوافع الانتقام من تدخلات الدول الكبرى، أو من أجل لفت نظر العالم لقضاياهم.. وهو مسلسل بدأته ليلى خالد في العام 1969باختطافها لطائرة أمريكية وتحويل مسارها إلى دمشق قبل تفجيرها، ولم ينتهِ المسلسل الذي تم بمشاركة شرفية من الثعلب الفنزويلي كارلوس، والنيكاراجوي ارغويلو لا باختطاف طائرة وزراء الأوبك 1975، ولا حتى بتفجير طائرة البان أميركان فوق لوكيربي في العام 1988! * العالم كله مدين لشرقنا الأوسط بالفضل، فلولا أفلام الأكشن الشرق أوسطية لقتلت الرتابة جزءًا كبيرًا من سكان هذا العالم!!.. فمن غير الشرق الغارق حتى أذنيه في الدين والميثولوجيا يمكنه أن يملأ نشرات الأخبار العالمية بمشاهد قتل الأطفال في سوريا، وتفجير السيارات المفخخة في العراق وقتال الحواري في ليبيا، ناهيك عن أفلام داعش وما يدور في مصر ولبنان وفلسطين والسودان واليمن!!.. غير أن الكارثة هنا أن هذا المشاهد الغربي الذي تعود على هذه الصورة الشرقية القاتمة، وتماهت في ذهنه مع صورة وجغرافيا المنطقة حتى اختلط لديه الخيال بالواقع، لم يعد يكترث لمشاهد القتل، بل أصبح يبحث عن جرعة إثارة يومية من الأكشن قبل أن يأوي إلى فراشه، دون أن يسأل نفسه من المسؤول عن هذا العنف؟!.. ومن غرس الطائفية والكراهية في جسد هذا الشرق المثقل أصلا بالجهل والفقر؟!. * لن يهدأ العالم حتى يهدأ هذا الشرق الملتهب.. ولن يهدأ هذا الشرق إلا بعد أن يرفع السياسيون والنفعيون أيديهم عنه. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :