لماذا يتجهون للإرهاب؟! | محمد بتاع البلادي

  • 5/14/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

* ما الذي يدفع بعض الشباب المسلم للانخراط في التنظيمات الإرهابية المتطرفة؟!.. وكيف نجحت تلك التنظيمات في استقطاب وتجنيد عدد من صغار السن وبسطاء الشباب؟!.. وما الذي جذب هؤلاء للسير وراء منظّري ودعاة العنف الذين صاغوا لهم أفكارًا تسوّغ للقتل، وتبتعد بهم عن طريق الدين الحق، ومسارات التنمية والإنسانية؟. * بعيدا عن مصطلح (الاستحمار) أقول: لاشك أن الأسباب كثيرة ومتنوعة ومن أهمها صغر سن تلك الشريحة، ووقوعهم تحت مطرقة الأيديولوجيا (الدينعاطفية) التي استغلت عاطفتهم الغضّة واندفاعهم المتوقّع.. لكنني اليوم سأتحدث عما أظنه واحدًا من أكثر الأسباب التي ساهمت في انضمام هذا الشباب المسلم لتلك التنظيمات الراديكالية المتطرفة.. ألا وهو الغضب!!‏.‏. نعم إنه الغضب‏ الذي يجب أن نتفهمه قبل أن نستهجنه‏ أو نهاجمه.. حتى وإن أدى هذا التفهم إلى الإشفاق عليهم..‏ فالإشفاق -عند العقلاء وأصحاب الرؤية الإنسانية- لا يعني الموافقة أو التبرير، بل يعني إدراك أننا أمام مرض ومريض،‏ وكلاهما بالطبع يحتاج إلى دواء. * المتعمق في دراسة هذا الغضب الشبابي المندفع يجد أن مصادره وإن كانت متعددة، ‏إلا أنه يمكن إجمالها ‏في عوامل عدة مثل الحاجة، والإحساس بالتهميش المجتمعي، والرغبة -غير المقننة- في التغيير.. بالإضافة إلى عوامل أخرى كالشعور بانكسار المسلمين وظلم العالم لهم، وهو ما يثير في نفوسهم الصغيرة الرغبة في المعارضة والمدافعة والممانعة والانتصار!. * إن قال البعض إن الحاجة والضغوط الاقتصادية ليست أسبابًا كافية لسلوك طريق العنف، لأنها موجودة في كل المجتمعات، فسنقول: صحيح لكنها تثير أيضًا في نفوس البعض مشاعر الحقد والبغضاء، وتجعل ممن يعانون منها صيدًا سهلًا لمنظري العنف والتطرف، حيث يمكن استدراجهم بمجرد إشباع حاجاتهم الأساسية.. بالإضافة إلى أن ‏التفاوت الطبقي في بعض المجتمعات العربية يعد عاملًا مساعدًا في شيوع هذا الغضب‏.‏. ومن مسببات ركوب بعض الشباب المسلم موجة‏ التطرف والإرهاب.‏‏. بالإضافة إلى ما يُنشر في بعض وسائل الإعلام العربية من حالات فساد دون رؤية عقوبات رادعة لها.. كل هذا قد يدفع البعض إلى الانخراط في تنظيمات العنف، وكأنهم ينتقمون لأنفسهم، أو يأخذون حقوقهم غصبا!!‏‏.‏ * إن دراسة الأسباب التي يرتكز عليها الغضب -المسبب للعنف والحقد والعدوانية والإرهاب- وإيجاد الحلول الناجعة لها، أضحت مسألة استراتيجية تتطلب العمل الجاد والسريع من جميع الجهات ذات العلاقة، من أجل تنفيذ خطط تنموية، تهدف إلى إصلاح أحوال الشباب المعيشية، وتلبية احتياجاتهم، وعلاج مشكلاتهم، ورفع وعيهم الديني والاجتماعي والوطني.. وهو ما سيُطفئ –بالتأكيد- جذوة أي غضبة قد يستغلها دعاة الفتنة؛ لاستغلال حاجاتهم وتجنيدهم ضد أهلهم وأوطانهم ومجتمعاتهم. m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :