يا فضيحة بجلاجل

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

في دول العالم الثالث تعدّ كلمة "فضيحة" من الكلمات الجاذبة لتتبع الخبر وحشر الأنف في التفاصيل، ثم وضع البهارات قبل الترويج للفضيحة! وفي عصر الإعلام المجتمعي، لم تعد الفضيحة في حاجة إلى كثير من الوقت كي تنتشر، فـ"برود كاست" واحد على "واتساب" أو تغريدة مع "هاشتاق" على "تويتر" كافية جدا لنشر الفضيحة ومشاهدتها وتداولها عبر ملايين المستخدمين -ولا أبالغ- في ساعات قليلة. ولعل آخر هذه الفضائح كان على يد زوجة واضح جدا أنها "مفروسة" من بعلها ومن "عمايله السودة"، فقد قادها كيدها العظيم إلى وضع "كاميرا" في الخفاء، فوثقت بالصوت والصورة تحرش زوجها بالعاملة المنزلية وفي رابعة النهار! ثم هشتقت زوجها وعرضت المقطع، فكانت الفضيحة أم جلاجل حاضرة، وما لبثت أن انهالت التغريدات بين مؤيد ومعارض لتصرف الزوجة حين فضحت زوجها على الملأ ضاربة بنظام التشهير عرض الحائط، فالبعض وجه لها اللوم كاملا فتركوا المتحرش جانبا وأخذوا يدندنون على وتر التشهير وأن العقوبة ستنتظرها. هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين لم يتطرقوا إلى فرض قانون للتحرش، لكنهم هبوا هبة الأسد الجريح على فريسة كل ذنبها أن نار خيانة شريكها جعلتها تتصرف تصرفا خاطئا بنشرها المقطع. مجتمعنا ذكوري بامتياز، ومثل هذه الحوادث تؤكد أننا ما زلنا ننظر فقط إلى جزء ونتجاهل الجزء الآخر من أي مشكلة، فبدلا من أن نعالج الخطأ نلجأ إلى تبرير الجريمة! في النهاية، وبعيدا عن تحليل شخصية هذا المتحرش بالعاملة المنزلية، تعالوا نسأل أنفسنا سؤالا مشروعا وكبيرا، وهو سؤال أجزم أن معظم السيدات حين شاهدن الفيديو تساءلن وبحُرقة: كيف وُجِدت عاملتان منزليتان في وقت واحد رغم وجود أزمة عاملات والناس تنتظر بالشهور! وأنا أرى أنه سؤال مشروع، و"خلونا" نغير الموضوع!

مشاركة :