نظم كل من المنبر التقدمي والعمل الوطني الديمقراطي (وعد) مساء يوم أمس الأول (الإثنين)، حفل تأبين للمحامي والكاتب والمترجم يوسف عبدالله يتيم الذي وافته المنية ظهر الأحد (9 أغسطس/ آب 2015)، إذ اكتظ المكان بعدد من أصدقائه وأهله ورفقاء دربه. وفي ذلك ألقى الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي كلمة في الحفل قال فيها: «لقد حرص فقيدنا الراحل على التمسك بمواقفه وأفكاره التقدمية النيرة، على رغم الصعوبات التي واجهها في كل مفاصل حياته النضالية، كواحد من مؤسسي اللجان العمالية مطلع سبعينات القرن الماضي (...)»، مشيراً إلى أن الفقيد كان متمسكاً بقناعاته عنيداً في طرح آرائه، جدلياً حتى المشاكسة، وكان يرفض أن يفقد أصدقاءه بسبب آرائهم. وأضاف: «انحاز الراحل يوسف يتيم للطبقة العاملة والفئات الأكثر تهميشاً في المجتمع، وظل يدافع عن مصالحها حتى رمقه الأخير. ولعل هذا ما كان يشفع له أمام المختلفين معه في الفكر والايديولوجيا، كونهم يدركون ويتيقنون إخلاصه لتلك الطروحات وترجمته العملية لها حتى تلبسته حياة البروليتاريا، فأمضى حياته في بساطة شديدة، كان أممياً حتى النخاع ومدافعاً شرساً عن الاشتراكية العلمية». ومن جانبه، نائب الأمين العام بجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي عبدالجليل النعيمي، ألقى كلمة قال فيها: «في المنبر التقدمي وفي وعد وفي محيط التقدميين والديمقراطيين في هذا الوطن نجد في ما تركه يوسف من مساهمات نضالية مشرفة دافعا لمزيد من النضال وتوحيد الصفوف لنصبح أكثر فاعلية في الدفاع عن مصالح طبقتنا العاملة وشعبنا وتحويل مجتمعنا ديمقراطياً. ولعلك تنام قرير العين حين تعرف أن رفاقك في التقدمي ووعد وأصدقاءك من مختلف المشارب الفكرية والسياسية الديمقراطية يحيون ذكراك العطرة تحت سقف واحد». وبالدموع نعت الكاتبة فوزية مطر الفقيد، واستعرضت محطات حياته وسمات شخصيته، وقالت: «كم أنا حزينة أنه غادر قبل أن يحقق حلمة بالسفر للقاء ابنته، وحلمه لإكمال رسالة الدكتوراه التي كان يشتغل عليها، وحلمه لإنجاز كتابات نقدية كان قد بدأها وأطلعنا على ما أنجز منها». ومن جانبه تحدث المحامي حسن رضي عن الفقيد كصديق، إذ قال: «سأبتعد عن مجال النضال فالحديث عنه كصديق بسيط كبساطة فكره عالٍ علو السماء، فالفقيد يناقش مع المختلفين معه ولكنه لا يكره، كان رقيق التعامل مع الأطفال والأمهات، تعليقاته البسيطة تنم عنه، كلماته الطيبة كانت ختام كل نقاشاته، كان شديد التمسك برأيه ولكنه لم يعادِ أحدا أبدا مهما اختلف مع الآخرين، لم يمت فقيراً فقد ترك ثروة من الحب في قلب كل من عرفه».
مشاركة :