الوصف الشعري بين الجدلية والحقيقة - عبدالعزيزالصعب

  • 11/28/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

منذ القدم والشعر يأخذ حيزاً كبيراً بين أوساط المتلقين والمتذوقين له وذلك عن طريق المشافهة والمجالسة والمناسبات التي كونت آنذاك صلة وترابطاً وتآلفاً بين أوساط المجتمع القديم. العرب قديماً كانوا يتناقلون الشعر مشافهةً دون التدوين لامتلاكهم ذاكرة في الحفظ قوية دون النسيان وهي خاصية امتازوا بها، ولذلك شعراؤهم أتوا مبدعين في قصائدهم ومسامراتهم ومناسباتهم الاجتماعية المختلفة. الأمر الأكثر أهمية هنا هو تعدد أغراض الشعر لديهم التي يأتي منها الشعر العاطفي الذي يحمل في ثناياه الوصف والتصوير مما جعل ذلك المجتمع يأنس بشعرائه في مسامراتهم ومجالسهم ومناسباتهم خصوصاً إذا كان الشعر عن العاطفة والوجد والتوجد. هناك فئة ظهرت تعارض الوصف الشعري كونه لايلامس الحقيقة، وهذا بالطبع رأي ونقد يقف في وجه الشعراء الذين امتازوا بالوصف في قصائدهم، غير أن معظم الشعراء في الوقت الحاضر لايزالون يرون بأن الوصف الصادق في الشعر القديم هو بمثابة حقيقة صنعها الشاعر المتألم الذي يحمل معاناة الحب والهيام. إشكالية الوصف الشعري أتت منذ القدم، حيث إن الشعراء قديماً أغرقوا نصوصهم الشعرية وصفاً هو أشبة بالخيال منه للحقيقة،فصور الشعراء تلك الفاتنة ووصفوها بأوصاف غارقة توحي للمتلقي بأنها فائقة الجمال ولا يضاهي جمالها أحد،وهنا أقول بأن الوصف بشكلٍ عام يأتي بعد قناعة الشاعر بما يقول آنذاك بل هيامة الذي سيطر على أفكاره وطغى على مشاعره ليجعله بالتالي يغرق. في الوقت الحاضرلم يعد للوصف الشعري تلك الأهمية التي كانت في السابق إلا على نطاق ضيق بين أوساط الشعراء الحاليين، وإذا كان هناك نصوصاً وصفيه فهي لاتعدو كونها محسنا ومزيينا للنص الشعري بشكلٍ عام أو ربما يكون لإكمال النص فقط. يبقى النص الشعري قديماً يحمل إبداعات المرحلة الصادقة التي تحمل روح الطبيعة والبيئة التي طالما أثرت فكر الشاعر واحساسه. أخيراً : هناك انتي قيودي وانفعالاتي وظلٍ ما احترك طافي وعلى كثر الكلام يسولف الريح وليل يعقد حجاجة تصدقين انك حدودي ما انتهت فيني حدودك

مشاركة :