أكد موقع «مجلس العلاقات الخارجية» أن تنامي النزعة الانفصالية في نيجيريا سببه فشل الحكومة الفيدرالية في توفير الأمن في مواجهة التهديدات المتعددة، موضحًا أن عودة تلك النزعة تثير ذكريات الحرب الأهلية المميتة في البلاد.وبحسب مقال لـ «جون كامبل» و«نولان كوين»، رغم وجود العديد من القادة المدافعين عن الانفصالية، فإنهم يشتركون في بعض الأهداف ولديهم عدو واحد يتمثل في الحكومة الفيدرالية.ونوه الكاتبان بأن من بين هؤلاء القادة ننامدي كانو، الذي يهدف إلى إنشاء دولة بيافرا للسكان الأصليين المستقلة في جنوب شرق نيجيريا.وأضافا: معظم مؤيدي بيافرا هم من قبيلة الإيغبو، ففي أواخر 2020 شكلت بيافرا جناحًا مسلحًا تحت اسم شبكة الأمن الشرقية ظاهريًا؛ لحماية الإيغبو ذات الأغلبية المسيحية من رعاة الفولاني المسلمين الذين تدَّعي المجموعة - دون أدلة كثيرة - أنهم مدعومون من قبل حكومة الرئيس محمد بخاري في محاولة لأسلمة البلد.وأشارا إلى أنه من بين القادة الانفصاليين صنداي إيغبوهو، وهو ثري على صلة جيدة بمجموعات مؤسسة يوروبا.وتابعا: إنه ليس زعيم حركة انفصالية منظمة مثل كانو، لكنه أيضًا ينتقد رعاة الفولاني الذين يتحركون جنوبًا.ومضيا بالقول: في يونيو، تم القبض على كانو في بلد لم يذكر اسمه، قيل إنه كينيا، وأمَّنت حكومة ذلك البلد تسليمه خارج نطاق القانون إلى نيجيريا، حيث وجهت إليه تهمة الخيانة العظمى.وأضافا: من المحتمل أن يكون الاعتقال الأخير مرتبطًا بتزايد العنف المرتبط بالانفصاليين في جنوب شرق البلاد، وبحسب ما قيل، ساهمت شبكة الأمن الشرقية في زيادة بنسبة 344% في عمليات القتل في الجنوب الشرقي، مع أكثر من 20 هجومًا ضد أفراد قوات الأمن بين يناير وأبريل 2021.واستطردا: بعد معارك ضارية، وذكريات الحرب الأهلية، تسعى الحكومة الفيدرالية إلى تدمير تلك الشبكة، بالنسبة إلى بخاري وغيره من كبار المسؤولين الأمنيين، فإن عودة بيافرا هي لعنة وتدميرها يبرر أي وسيلة.وأردفا: في غضون ذلك، اتهمت الحكومة الفيدرالية إغبوهو بتخزين الأسلحة بشكل غير قانوني، وهرب عندما داهم عملاء فيدراليون منزله. وكان قد قُبض عليه في منتصف يوليو في بنين، حيث وجهت إليه تهمة الدخول غير القانوني، قد تفشل أي جهود تبذلها الحكومة لتسليم إيغبوهو بتهم تتعلق بالأسلحة لأسباب قانونية، رغم عدم تقديم أي طلب رسمي حتى الآن.وبحسب الكاتبين، دعت بعض مجموعات اليوروبا البارزين إلى إنشاء دولة انفصالية تُعرف باسم «جمهورية أودودوا»، رغم أن الدعم لها أقل حماسة وانتشارًا من دعم بيافرا بين الإيغبو.ولفتا إلى أن اليوروبا كانت في الجانب المنتصر في الحرب الأهلية، وانفصاليتها تحظى بتركيز أقل، ومع ذلك فما يحركها هو الهوية العرقية، والخوف من رعاة الفولاني، وعجز الدولة عن توفير الأمن لشعبها.وأضافا: في أوائل 2020، شكلت حكومات 6 ولايات من اليوروبا في الجنوب الغربي جهازًا أمنيًا إقليميًا كان في الظاهر بمثابة دعم للشرطة للوطنية، لكنه ممول بشكل أفضل من الشرطة المحلية.ونبها إلى أن مجموعة إيجاو العرقية التي تعيش في دلتا النيجر تشعر بالاستياء من أن معظم الثروة النفطية تذهب إلى أماكن أخرى، في حين أن إنتاج النفط قد ألحق أضرارًا بالغة ببيئة الدلتا، ودمر سبل العيش التقليدية القائمة على صيد الأسماك والزراعة.
مشاركة :