تمرين الأخلاق على تقبل الأذواق | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 6/19/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لَم تَحظَ قَضيّة بجَدلٍ كَبير وخِلافٍ كَثير في عَالَم الجَمَال؛ مِثلَمَا حَظيت قَضيّة الأذوَاق..! تَأمَّلوا هَذه الحَالة: عِندَمَا أَضع الصّور في "تويتر" أو "انستجرام"؛ تَنهَال عَليَّ الانتقَادَات، التي يُمكن جَمعها في قَولك: (ذوقك مَضروب، مَضروب، مَضروب)، عَلى وَزن قصيدة "نزار قباني": (طَريقك مَسدود، مَسدود، مَسدود).. مِن هُنَا تَعالوا نُبسِّط المَسألة، ونَبسُطها عَلَى البُسَاط الأحمَدي العَرفجي ونَقول: إنَّ أوّل قَاعدة في عِلْم الجَمَال تَقول: (لَولا اختلَاف الأذوَاق لبَارَت السّلع)، وهَذه القَاعدة القَويّة تُعطينا لُبّ المَسألة، وصَفوة الفِكرة فِيها..! سَأكون صَريحاً وأَقول: حِين أَذهَب لشرَاء القُمَاش مِن محلَّات بيع الأقمشَة؛ أَرَى ألوَاناً غَريبة، فَأسأل نَفسي قَائلاً: (يَا إلَهي.. مَن الذي يَشتري هَذه الألوَان)؟! وصَادف مَرّة أنْ رَأيتُ قُمَاشاً عنّابيًّا "رِجَاليًّا"؛ يُشبه لون عَلَم دَولة قَطر، فاستَأتُ مِن اللّون، وسَألتُ البَائِع قَائلاً: (بالله عَليك مَن يَشتري هَذا اللّون مِن الأقمشَة)؟! ويَا للصُّدفة، حَيثُ دَخَل أثنَاء حَديثنا رَجُل، واستَحسن القُمَاش العنّابي، واشترَى مِنه وذَهَب، حِينها نَظَرَ إليَّ البَائع وهو يَضحك، ولَم يَتفوّه بكَلِمَة، وكَأنّ عَينيه تَقول: (الجَوَاب مَا رَأيتَ، لَا مَا سَمعتَ)..! لقَد أنفَقتُ سَنوَات مِن عُمري؛ أُحَاول أن أبحَث عَن مَقاييس الجَمَال، ومُواصَفَاته، والذّوق وأبعَاده، وبَعد كُلّ تِلك السّنين، خَرَجتُ بقَاعدة تَقول: (وللنَّاس فِيمَا يَعشقون مَذاهبُ)..! إنَّ فَلسفة الألوَان والأذوَاق لا تَخضع للمَنطق، ولا للعَقل، بَل تَخضع للذّوق، والذّوق فَضَاءٌ وَسيع، كُلٌّ يَراه بعَينه، لذَلك تَتعدّد زوَايا الجَمَال بتَعدُّد العيون التي تَنظر إليهِ..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: أيُّها النَّاس، لَا تَجعلوا أذوَاقكم هي المقيَاس، لأنَّ النَّاس لَديهم مَقاييسهم، مِثلَمَا أنَّ لَكُم مَقاييسكم، ومَن يُشاهد تَعدُّد ألوَان الأزيَاء -وخَاصَّة في إفريقيَا- يُدرك تَماماً أنَّ الجَمَال مُتعدّد؛ كتَعدّد الأذوَاق والأفرَاد..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :